تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٤ - الصفحة ٣٣
أي للسلم والتأنيث لحمله على نقيضه قال * السلم تأخذ منها أرضيت به * والحرب يكفيك من أنفاسها جرع * وقرئ فاجنح بضم النون «وتوكل على الله» ولا تخف أن يظهروا لك السلم وجوانحهم مطوية على المكر والكيد «أنه» تعالى «هو السميع» فيسمع ما يقولون في خلواتهم من مقالات الخداع «العليم» فيعلم نياتهم فيؤاخذهم بما يستحقونه ويرد كيدهم في نحرهم والآية خاصة باليهود وقيل عامة نسختها آية السيف «وإن يريدوا أن يخدعوك» بإظهار السلم وإبطال الحراب «فإن حسبك الله» أي فاعلم بأن محسبك الله من شرورهم وناصرك عليهم «هو الذي أيدك بنصره» تعليل لكفايته تعالى إياه صلى الله عليه وسلم بطريق الاستئناف فإن تأييده تعالى إياه صلى الله عليه وسلم فيما سلف على ما ذكر من الوجه البعيد من الوقوع من دلائل تأييده تعالى فيما سيأتي أي هو الذي أيدك بإمداد من عنده بلا واسطة كقوله تعالى «وما النصر إلا من عند الله» أو بالملائكة مع خرقه للعادات «وبالمؤمنين» من المهاجرين والأنصار «وألف بين قلوبهم» مع ما كان بينهم قبل ذلك من العصبية والضغينة والتهالك على الانتقام بحيث لا يكاد يأتلف فيهم قلبان حتى صاروا بتوفيقه تعالى كنفس واحدة وهذا من أبهر معجزاته صلى الله عليه وسلم «لو أنفقت ما في الأرض جميعا» أي لتأليف ما بينهم «ما ألفت بين قلوبهم» استئناف مقرر لما قبله ومبين لعزة المطلب وصعوبة المأخذ أي تناهي التعادي فيما بينهم إلى حد لو أنفق منفق في إصلاح ذات البين جميع ما في الأرض من الأموال والذخائر لم يقدر على التأليف والإصلاح وذكر القلوب للإشعار بأن التأليف بينها الا يتسنى وإن أمكن التأليف ظاهرا «ولكن الله ألف بينهم» قلبا وقالبا بقدرته الباهرة «إنه عزيز» كامل القدرة والغلبة لا يستعصي عليه شيء مما يريده «حكيم» يعلم كيفية تسخير ما يريده وقيل الآية في الأوس والخزرج كان بينهم إحن لا أمد لها ووقائع أفنت ساداتهم وأعاظمهم ودقت أعناقهم وجماجمهم فأنسى الله عز وجل جميع ذلك وألف بينهم بالإسلام حتى تصافوا وأصبحوا يرمون عن قوس واحدة وصاروا أنصارا «يا أيها النبي» شروع في بيان كفايته تعالى إياه صلى الله عليه وسلم في جميع أموره وأمور المؤمنين أو في الأمور الواقعة بينهم وبين الكفرة كافة إثر بيان كفايته تعالى إياه صلى الله عليه وسلم في مادة خاصة وتصدير الجملة بحر في النداء والتنبيه للتنبيه على مزيد الاعتناء بمضمونها وإيراده صلى الله عليه وسلم بعنوان النبوة للإشعار بعليتها للحكم «حسبك الله» أي كافيك في جميع أمورك أو فيما بينك وبين الكفرة من الحراب «ومن اتبعك من المؤمنين» في محل النصب على أنه مفعول معه أي كفاك وكفى أتباعك الله ناصرا كما في
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 8 - سورة الأنفال 2
2 قوله تعالى: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. 15
3 (الجزء العاشر) قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و للرسول ولذي القربى واليتامى الخ 22
4 9 - سورة التوبة 39
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل الخ 62
6 قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي السبيل الله وابن السبيل. 76
7 (الجزء الحادي عشر) قوله تعالى: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف. 93
8 قوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الخ. 111
9 10 - سورة يونس عليه السلام 115
10 قوله تعالى: الذين أحسنوا الحسنى وزيادة. 138
11 قوله تعالى: واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت. 164
12 11 - سورة هود عليه السلام 182
13 (الجزء الثاني عشر) قوله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. 186
14 قوله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي فغفور رحيم. 209
15 قوله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 231
16 12 - سورة يوسف عليه السلام 250
17 قوله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. 285
18 قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض. 308