الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٤
كانت عائشة تقرأ إذ تقولونه بألسنتكم وتقول انما هو ولق القول والولق الكذب قال ابن أبي مليكة هي أعلم به من غيرها لان ذلك نزل فيها * قوله تعالى (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) * أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض * وأخرج الطبراني عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة * قوله تعالى (ولولا إذ سمعتموه قلتم) الآية * أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته قالت يا أبا أيوب ألا تسمع ما يتحدث الناس فقال ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم فأنزل الله ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * وأخرج سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير ان سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة قال سبحانك هذا بهتان عظيم * وأخرج ابن أخي سمى في فوائده عن سعيد بن المسيب قال كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعا شيئا من ذلك قالا سبحانك هذا بهتان عظيم زيد بن حارثة وأبو أيوب * قوله تعالى (يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه يعظكم الله ان تعودا لمثله أبدا قال يحرج الله عليكم * وأخرج الفريابي والطبراني عن مجاهد في قوله يعظكم الله قال ينهاكم * قوله تعالى (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن مجاهد ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة قال تظهر يحدث عن شأن عائشة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة قال يحبون ان يظهر الزنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان قال من حدث بما أبصرت عيناه وسمعت أذناه فهو من الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال من أشاع الفاحشة فعليه النكال وان كان صادقا * وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب قال العامل الفاحشة والذي يشيع بها في الاثم سواء * وأخرج البخاري في الأدب عن شبل بن عون قال كان يقال من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أبداها * وأخرج أحمد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته * قوله تعالى (ما زكا منكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما زكا منكم قال ما اهتدى أحد من الخلائق لشئ من الخير * قوله تعالى (ولا يأتل أولو الفضل) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا يأتل أولو الفضل يقول لا تقسموا ان لا تنفقوا على أحد * وأخرج ابن المنذر عن عائشة رضي الله عنها قالت كان مسطح بن أثاثة ممن تولى كبره من أهل الإفك وكان قريبا لأبي بكر وكان في عياله فحلف أبو بكر رضي الله عنه ان لا ينيله خيرا أبدا فأنزل الله ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة الآية قالت فأعاده أبو بكر إلى عياله وقال لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها الا تحللتها وأتيت الذي هو خير * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ولا يأتل أولو الفضل منكم الآية قال نزلت هذه الآية في رجل من قريش يقال له مسطح كان بينه وبين أبى بكر قرابة وكان يتيما في حجره وكان ممن أذاع على عائشة ما أذاع فلما أنزل الله براءتها وعذرها تالي أبو بكر لا يرزؤه خيرا فأنزل الله هذه الآية فذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر فتلاها عليه فقال ألا تجب ان يغفر الله لك قال بلى قال فاعف عنه وتجاوز فقال أبو بكر لا جرم والله لا أمنعه معروفا كنت أوليه قبل اليوم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال كان ذو قرابة لأبي بكر ممن كثر على عائشة فحلف أبو بكر لا يصله بشئ وقد كان يصله قبل ذلك فلما نزلت هذه الآية ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة إلى آخر الآية فصار أبو بكر يضعف له بعد ذلك بعدما نزلت هذه الآية ضعفي ما كان يعطيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال حلف أبو بكر لا ينفع مسطح بن أثاثة ولا يصله وكان بينه وبين أبى بكر قرابة من قبل النساء فاقبل إلى أبى بكر يعتذر فقال مسطح جعلني الله فداءك والله الذي أنزل على محمد ما قذفتها وما تكلمت بشئ مما قيل لها أي خالي وكان أبو بكر خاله قال أبو بكر ولكن قد
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست