الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٣
الزهري فقال يا ابن شهاب من الذي تولى كبره فقال له ابن أبي قال كذبت هو على قال أنا أكذب لا أبالك لو نادى مناد من السماء ان الله أحل الكذب ما كذبت حدثني عروة وسعيد وعبيد الله وعلقمة عن عائشة ان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن مسروق قال دخل حسان بن ثابت على عائشة رضى الله تعالى عنها فشبب وقال حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل قالت لكنك لست كذلك قلت تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله والذي تولى كبره منهم لهم عذاب عظيم فقالت وأي عذاب أشد من العمى ولفظ ابن مردويه أو ليس في عذاب قد كف بصره * وأخرج ابن جرير من طريق الشعبي عن عائشة أنها قالت ما سمعت بشئ أحسن من شعر حسان وما تمثلت به الا رجوت له الجنة قوله لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم هجوت محمدا وأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء فان أبى ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء أتشتمه ولست له بكفء * فشركما لخير كما الفداء لساني صارم لا عيب فيه * وبحري لا تكدره الدلاء فقيل يا أم المؤمنين أليس هذا لغوا قالت لا انما اللغو ما قيل عند النساء قيل أليس الله يقول والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم قالت أليس قد أصابه عذاب أليم أليس قد أصيب بصره وكسع بالسيف وتعني الضربة التي ضربها إياه صفوان بن المعطل حين بلغه عنه أنه تكلم في ذلك فعلاه بالسيف وكاد يقتله * وأخرج محمد بن سعد عن محمد بن سيرين أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتدعو له بالوسادة وتقول لا تؤذوا حسان فإنه كان ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه وقال الله والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم وقد عمى والله قادر أن يجعل ذلك العذاب العظيم عماه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك والذي تولى كبره منهم يقول الذي بدأ بذلك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن مجاهد والذي تولى كبره قال عبد الله بن أبي ابن سلول يذيعه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن الذي تولى كبره رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما من قريش والآخر من الأنصار عبد الله بن أبي ابن سلول ولم يكن شر قط الا وله قادة ورؤساء في شرهم * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتلقى له الوسادة وتقول لا تقولوا لحسان الا خيرا فإنه كان يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم وقد عمى والعمى عذاب عظيم والله قادر على أن يجعله ذلك ويغفر لحسان ويدخله الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن مسروق قال في قراءة عبد الله والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم * قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن بعض الأنصار ان امرأة أبى أيوب قالت له حين قال أهل الإفك ما قالوا ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة قال بلى وذلك الكذب أكنت أنت فاعلة ذلك يا أم أيوب قالت لا والله قال فعائشة والله خير منك وأطيب انما هذا كذب وإفك باطل فلما نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الإفك ثم قال ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين أي كما قال أبو أيوب وصاحبته * وأخرج الواحدي وابن عساكر والحاكم عن أفلح مولى أبى أيوب ان أم أيوب قالت ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة قال بلى وذلك الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك قالت لا والله قال فعائشة والله خير منك فلما نزل القرآن وذكر أهل الإفك قال الله لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات * قوله تعالى (إذ تلقونه بألسنتكم) * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد انه قرأ إذ تلقونه بألسنتكم قال يرويه بعضكم عن بعض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة إذ تلقونه بألسنتكم قال يرويه بعضكم عن بعض * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن أبي مليكة قال
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست