الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٦
ينقطع يوم القيامة الا نسبي وصهري * قوله تعالى (تلفح وجوههم النار) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس تلفح وجوههم النار قال تنقح * وأخرج ابن مردويه والضياء في صفة النار عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلفح وجوههم النار قال تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعصابهم * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنق فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم الا ألقته على العرقوب * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود في قوله تلفح وجوههم النار قال لفحتهم لفحة فما أبقت لحما على عظم الا ألقته على أعقابهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي الهذيل مثله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون قال تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته * وأخرج ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمى قال إذا جئ بالرجل إلى النار قيل انتظر حتى نتحفك فيؤتى بكأس من سم الأفاعي والأساود إذا أدناها من فيه نثرت اللحم على حدة والعظم على حدة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله وهم فيها كالحون قال كلوح الرأس النضيج بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كالحون قال عابسون * قوله تعالى (قالوا ربنا غلبت) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا قال شقوتهم التي كتبت عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه كان يقرأ غلبت علينا شقاوتنا * وأخرج عبد بن حميد عن إسحاق قال في قراءة عبد الله شقاوتنا * قوله تعالى (قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون) * أخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يفنى من جوع فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون انهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم وإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيدعون خزنة جهنم ان ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فيقولون أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال فيقولون ادعوا مالكا فيدعون مالكا فيقولون يا مالك ليقض علينا ربك فيجيبهم انكم ماكثون فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيجيبهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه البيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال إن أهل جهنم ينادون مالكا يا مالك ليقض علينا ربك فيذرهم أربعين عاما لا يجيبهم ثم يجيبهم انكم ماكثون ثم ينادون ربهم ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيذرهم مثلي الدنيا لا يجيبهم ثم يجيبهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون قال فيئس القوم بعدها وما هو الا الزفير والشهيق * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن محمد بن كعب قال لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الله في أربعة فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا يقولون ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل فيجيبهم الله ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير ثم يقولون ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون فيجيبهم الله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون ثم يقولون ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل فيجيبهم الله أو لم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست