الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١١٣
لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر فان أجر يوم في البحر كأجر يوم في البر وان القتل في البحر كالقتلتين في البر وان المائد في السفينة كالمتشحط في دمه وان خيار شهداء أمتي أصحاب الكف قالوا وما أصحاب الكف يا رسول الله قال قوم تنكفأ بهم مراكبهم في سبيل الله * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص عن كعب الأحبار ان الله قال للبحر الغربي حين خلقه قد خلقتك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل فيك عباد إلى يكبروني ويهللوني ويسبحوني ويحمدوني فكيف تعمل بهم قال أغرقهم قال الله انى أحملهم على كفى وأجعل بأسك في نواحيك ثم قال للبحر الشرقي قد خلقتك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل فيك عبادا لي يكبروني ويهللوني ويسبحوني ويحمدوني فكيف أنت فاعل بهم قال أكبرك معهم وأحملهم بين ظهري وبطني فأعطاه الله الحلية والصيد الطيب * وأخرج البزار عن أبي هريرة قال كلم الله البحر الغربي وكلم البحر الشرقي فقال للبحر الغربي انى حامل فيك عبادا من عبادي فما أنت صانع بهم قال أغرقهم قال بأسك في نواحيك وحرمه الحلية والصيد وكلم هذا البحر الشرقي فقال انى حامل فيك عبادا من عبادي فما أنت صانع بهم قال أحملهم على يدي وأكون لهم كالوالدة لولدها فأثابه الحلية والصيد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا يعنى حيتان البحر وتستخرجوا منه حلية تلبسونها قال هذا اللؤلؤ * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لتأكلوا منه لحما طريا قال هو السمك وما فيه من الدواب * وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة انه سئل عن رجل قال لامرأته ان أكلت لحما فأنت طالق فأكلت سمكا قال هي طالق قال الله لتأكلوا منه لحما طريا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال يحنث قال الله لتأكلوا منه لحما طريا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال ليس في الحلي زكاة ثم قرأ وتستخرجوا منه حلية تلبسونها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وترى الفلك مواخر قال جواري * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال تمسخر السفن الرياح ولا تمسخر الريح من السفن الا الفلك العظام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة ونرى الفلك مواخر فيه قال تشق الماء بصدرها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال السفينتان يجريان بريح واحدة كل واحدة مستقبلة الأخرى * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال تجرى بريح واحدة مقبلة ومدبرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولتبتغوا من فضله قال هو التجارة والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (وألقى في الأرض رواسي) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال إن الله لما خلق الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا فأصبحت صبحها وفيها رواسيها فلم يدروا من أين خلقت فقالوا ربنا هل من خلقك شئ أشد من هذا قال نعم الحديد فقالوا هل من خلقك شئ أشد من الحديد قال نعم خلق النار قالوا ربنا هل من خلقك شئ أشد من النار قال نعم الماء قالوا ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الماء قال نعم الريح قال ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الريح قال نعم الرجل قالوا ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الرجل قال نعم المرأة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله رواسي قال الجبال أن تميد بكم قال أثبتها بالجبال ولولا ذلك ما أقرت عليها خلقا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله رواسي أن تميد بكم قال حتى لا تميد بكم كانوا على الأرض تمور بهم لا يستقر بها فأصبحوا صبحا وقد جعل الله الجبال وهي الرواسي أوتادا في الأرض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ان تميد بكم قال إن تكفأ بكم وفى قوله وأنهارا قال بكل بلدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وسبلا قال السبل هي الطرق بين الجبال * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب في كتاب النجوم عن قتادة في قوله وسبلا قال طرقا وعلامات قال هي النجوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وعلامات قال أنهار الجبال * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبي في قوله وعلامات قال الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وعلامات يعنى معالم الطرق بالنهار وبالنجم هم يهتدون يعنى بالليل
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست