الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١١٨
أحد * قوله تعالى (وأقسموا بالله) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فاتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به والذي أرجوه بعد الموت انه لكذا وكذا فقال له المشرك انك لتزعم انك تبعث من بعد الموت فاقسم بالله جهد يمينه لا يبعث الله من يموت فأنزل الله وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت الآية * وأخرج ابن مردويه عن علي في قوله وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت قال نزلت في 3 * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال الله سبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ان يسبني وكذبني ولم يكن ينبغي له ان يكذبني فاما تكذيبه إياي فقال وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت وقلت بلى وعدا عليه حقا وأما سبه إياي فقال إن الله ثالث ثلاثة وقلت هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ليبين لهم الذي يختلفون فيه قال للناس عامة والله أعلم * قوله تعالى (انما قولنا لشئ) الآية * أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان واللفظ له عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يا ابن آدم كلكم مذنب الا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم وكلكم فقراء الا من أغنيت فسلوني أعطكم وكلكم ضال الا من هديت فسلوني الهدى أهدكم ومن استغفرني وهو يعلم انى ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى واحد منكم ما زادوا في سلطاني مثل جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى تنتهى مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كغرز إبرة لو غمسها أحدكم في البحر وذلك انى جواد ماجد واجد عطائي كلام وعذابي كلام انما أمري لشئ إذا أردته ان أقول له كن فيكون * قوله تعالى (والذين هاجروا في الله) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا قال إنهم قوم من أهل مكة هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ظلمهم وظلمهم المشركون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن داود بن أبي هند قال نزلت والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا إلى قوله وعلى ربهم يتوكلون في أبى جندل بن سهيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا قال هؤلاء أصحاب محمد ظلمهم أهل مكة فاخرجوهم من ديارهم حتى لحق طوائف منهم بأرض الحبشة ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة وجعل لهم أنصارا من المؤمنين ولأجر الآخرة أكبر قال أي والله لما يثيبهم عليه من جنته ونعمته أكبر لو كانوا يعلمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي في قوله لنبوأنهم في الدنيا حسنة قال المدينة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لنبوأنهم في الدنيا حسنة قال لنرزقنهم في الدنيا رزقا حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبان بن تغلب قال كان الربيع بن خثيم يقرأ هذا الحرف في النحل والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا لنبوأنهم في الدنيا حسنة ويقرأ في العنكبوت لنثوينهم من الجنة غرفا ويقول التبوء في الدنيا والثواء في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاء يقول خذ بارك الله لك هذا ما وعدك الله في الدنيا وما أدخر لك في الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك ومن أنكر منهم قالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد فأنزل الله أكان للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل منهم وقال ما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون يعنى فاسئلوا أهل الذكر والكتب الماضية أبشرا كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة فان كانوا ملائكة أتتكم وان كانوا بشرا فلا تنكروا ان يكون رسولا ثم قال وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وما أرسلنا من قبلك
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست