الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١١٤
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن إبراهيم وعلامات قال هي الاعلام التي في السماء وبالنجم هم يهتدون قال يهتدون به في البحر في أسفارهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وعلامات وبالنجم هم يهتدون قال منها ما يكون علامة ومنها ما يهتدى به * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد انه كان لا يرى بأسا ان يتعلم الرجل منازل القمر * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم انه كان لا يرى بأسا ان يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدى به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أفمن يخلق كمن لا يخلق قال الله هو الخالق الرازق وهذه الأوثان التي تعبد من دون الله خلق ولا تخلق شيئا ولا تملك لأهلها ضرا ولا نفعا قال الله أفلا تذكرون وفى قوله والذين يدعون من دون الله الآية قال هذه الأوثان التي تعبد من دون الله أموات لا أرواح فيها ولا تملك لأهلها خيرا ولا نفعا إلهكم إله واحد قال الله الهنا ومولانا وخالقنا ورازقنا ولا تعبد ولا ندعو غيره فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة يقول منكرة لهذا الحديث وهم مستكبرون قال مستكبرون عنه * قوله تعالى (لا جرم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله لا جرم يقول بلى * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله لا جرم يعنى لحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله لا جرم قال لا كذب * قوله تعالى (انه لا يحب المستكبرين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله انه لا يحب المستكبرين قال هذا قضاء الله الذي قضى انه لا يحب المستكبرين وذكر لنا ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله انه ليعجبه الجمال حتى يود أن علاقة سوطه وقبالة نعله حسن فهل ترهب على الكبر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم كيف تجد قلبك قال أجده عارفا للحق مطمئنا إليه قال فليس ذاك بالكبر ولكن الكبر ان تبطر الحق وتغمص الناس فلا ترى أحدا أفضل منك وتغمص الحق فتجاوزه إلى غيره * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسين بن علي انه كان يجلس إلى المساكين ثم يقول إنه لا يحب المستكبرين * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال ثلاث من فعلهن لم يكتب مستكبرا من ركب الحمار ولم يستنكف ومن اعتقل الشاة واحتلبها وأوسع للمسكين وأحسن مجالسته * وأخرج مسلم والبيهقي في الشعب عن عياض بن حمار المجاشعي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته ان الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله من تواضع لي هكذا أو أشار بباطن كفه إلى الأرض وأدناها من الأرض رفعته هكذا وأشار بباطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء * وأخرج الخطيب والبيهقي عن عمر انه قال على المنبر يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تواضع لله رفعه الله وقال انتعش رفعك الله فهو في نفسه صغير وفى أعين الناس عظيم ومن تكبر وضعه الله وقال اخسأ خفضك الله فهو في أعين الناس صغير وفى نفسه كبير حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من آدمي الا وفى رأسه سلسلتان سلسلة في السماء وسلسلة في الأرض وإذا تواضع العبد رفعه الملك الذي بيده السلسلة من السماء وإذا تجبر جذبته السلسلة التي في الأرض * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من آدمي الا وفى رأسه حكمة الحكمة بيد ملك فان تواضع قيل للملك ارفع حكمته وان ارتفع قيل للملك ضع حكمته * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكبر تعظما وضعه الله من تواضع تخشعا رفعه الله * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان فقال رجل يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال إن الله جميل يحب الجمال الكبر من بطر الحق وغمص الناس * وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن أبي ريحانة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل شئ من الكبر الجنة قال قائل يا رسول الله انى أحب أن أتجمل بعلاق سوطي وشسع نعلي فقال إن ذلك ليس بالكبر ان الله جميل يحب الجمال انما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه وأخرجه البغوي في معجمه والطبراني عن سوار بن عمر والأنصاري قال
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست