الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
ابن عيطلة والعاصي بن وائل والأسود بن عبد يغوث والوليد بن المغيرة * وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على أناس بمكة فجعلوا يغمزون في قفاه ويقولون هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه جبريل فغمز جبريل بإصبعه فوقع مثل الظفر في أجسادهم فصارت قروحا حتى نتنوا فلم يستطع أحد ان يدنو منهم وأنزل الله انا كفيناك المستهزئين * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة منها أربع أو خمس يدعو إلى الاسلام سرا وهو خائف حتى بعث الله على الرجال الذين أنزل فيهم انا كفيناك المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين والعضين بلسان قريش السحر وأمر بعدوانهم فقال فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ثم أمر بالخروج إلى المدينة فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول ثم كانت وقعة بدر ففيهم أنزل الله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم وفيهم نزلت سيهزم الجمع وفيهم نزلت حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب وفيهم نزلت ليقطع طرفا من الذين كفروا وفيهم نزلت ليس لك من الامر شئ أراد الله القوم وأراد رسول الله العير وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية وفيهم نزلت قد كان لكم آية في فئتين التقتا في شان العير والركب أسفل منكم أخذوا أسفل الوادي فهذا كله في أهل بدر وكانت قبل بدر بشهرين سرية يوم قتل ابن الحضرمي ثم كانت أحد ثم يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين ثم كانت الحديبية وهو يوم الشجرة فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر ففيها أنزلت الشهر الحرام بالشهر الحرام فشهر العام الأول بشهر العام فكانت الحرمات قصاص ثم كان الفتح بعد العمرة ففيها نزلت حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد الآية وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم غزاهم ولم يكونوا عدوا له أهبة القتال ولقد قتل من قريش يومئذ أربعة رهط من حلفائهم ومن بنى بكر خمسين أو زيادة وفيهم نزلت لما دخلوا في دين الله هو الذي أنشأ لكم السمع والابصار ثم خرج إلى حنين بعد عشرين ليلة ثم إلى الطائف ثم إلى المدينة ثم أمر أبا بكر على الحج ولما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم العام المقبل ثم ودع الناس ثم رجع فتوفى لليلتين خلنا من شهر ربيع الأول * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله انا كفيناك المستهزئين قال هؤلاء فيما سمعنا خمسة رهط استهزؤا بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد صاحب اليمن ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم أتاه الوليد بن المغيرة فزعم أن محمدا ساحر وأتاه العاص بن وائل وأخبره ان محمدا يعلم أساطير الأولين فجاءه آخر فزعم أنه كاهن وجاءه آخر فزعم أنه شاعر وجاءه آخر فزعم أنه مجنون فكفى الله محمدا أولئك الرهط في ليلة واحدة فأهلكهم بألوان من العذاب كل رجل منهم أصابه عذاب فاما الوليد فأتى على رجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فمر به وهو يتبختر فأصابه منها سهم فقطع أكحله فأهلكه الله واما العاص بن وائل فإنه دخل في شعب فنزل في حاجة له فخرجت إليه حية مثل العمود فلدغته فأهلكه الله وأما الآخر فكان رجلا أبيض حسن اللون خرج عشاء في تلك الليلة فأصابته سموم شديدة الحر فرجع إلى أهله وهو مثل حبشي فقالوا لست بصاحبنا فقال أنا صاحبكم فقتلوه وأما الآخر فدخل في بئر له فاتاه جبريل فعمه فيها فقال انى قد قتلت فأعينوني فقالوا والله ما نزى أحدا فكان كذلك حتى أهلكه الله وأما الآخر فذهب إلى إبله ينظره فيها فاتاه جبريل بشوك القتاد فضربه فقال أعينوني فإني قد هلكت قالوا والله ما نرى أحدا فأهلكه الله فكان لهم في ذلك عبرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحنى ظهر الأسود بن عبد يغوث حتى احقوقف صدره فقال النبي صلى الله عليه وسلم خالي خالي فقال جبريل دعه عنك فقد كفيته فهو من المستهزئين قال وكانوا يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزؤن بها * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن قتادة قال هؤلاء رهط من قريش منهم الأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعدى بن قيس * وأخرج ابن جرير وأبو نعيم عن أبي بكر الهذلي قال قيل للزهري ان سعيد بن جبير وعكرمة اختلفا في رجل من المستهزئين فقال سعيد الحارث بن عيطلة وقال عكرمة الحارث بن قيس فقال صدقا جميعا كانت أمه تسمى عيطلة وكان أبوه قيسا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبي رضي الله عنه قال المستهزؤون سبعة فسمى منهم العاص بن وائل والوليد بن المغيرة وهبار بن الأسود وعبد يغوث بن وهب والحرث بن عيطلة * واخرج عبد الرزاق
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست