الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٩٦
الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر سبع مرار فان أبى الا أن بكفر علماه فيخرج منه نور حتى يسطع في السماء قال المعرفة التي كان يعرف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي مجلز قال أخذ سليمان من كل دابة عهدا فإذا أصيب رجل فيسأل بذلك العهد خلى عنه فرأى الناس بذلك السجع والسحر وقالوا هذا كان يعمل به سليمان فقال الله وما كفر سليمان الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ما تتلو قال ما تتبع * وأخرج ابن جرير عن عطاء في قوله ما تتلو الشياطين قال يراد ما تحدث * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله على ملك سليمان يقول في ملك سليمان * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وما كفر سليمان يقول ما كان عن مشورته ولا عن رضا منه ولكنه شئ افتعلته الشياطين دونه يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين فالسحر سحران سحر تعلمه الشياطين وسحر يعلمه هاروت وماروت * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله وما أنزل على الملكين قال هذا سحر آخر خاصموه به فان كلام الملائكة فيما بينهم إذا علمته الانس فصنع وعمل به كان سجرا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال أما السحر فإنما يعلمه الشياطين وأما الذي يعلمه الملكان فالتفريق بين المرء وزوجه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما أنزل على الملكين قال التفرقة بين المرء وزوجه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما أنزل على الملكين قال لم ينزل الله السحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي في الآية قال هما ملكان من ملائكة السماء * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عنه مرفوعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن ابن أبزى انه كان يقرؤها وما أنزل على الملكين داود وسليمان * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك انه قرأ وما أنزل على الملكين وقال هما علجان من أهل بابل * وأخرج البخاري في تاريخه وابن النذر عن ابن عباس وما أنزل على الملكين يعنى جبريل وميكائيل ببابل هاروت وماروت يعلمان الناس السحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية وما أنزل على الملكين قال ما أنزل على جبريل وميكائيل السحر * قوله تعالى (ببابل) * أخرج أبو داود وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن علي قال إن حبيبي صلى الله عليه وسلم نهاني أن أصلى بأرض بابل فإنها ملعونة * وأخرج الدينوري في المجالسة وابن عساكر من طريق نعيم بن سالم وهو متهم عن أنس بن مالك قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية فجمعتهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره واقتصد إلى البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء فقام يعرب بن قحطان فقيل له يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو فكان أول من تكلم بالعربية فلم يزل المنادى ينادى من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنين وسبعين لسانا وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن فسميت بابل وكان اللسان يومئذ بابليا وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والايمان وملائكة الصحة والشفاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة الباس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا فقال ملك الايمان انا أسكن المدينة ومكة فقال ملك الحياء انا معك وقال ملك الشفاء انا أسكن البادية فقال ملك الصحة وانا معك وقال ملك الجفاء وانا أسكن المغرب فقال ملك الجهل وأنا معك وقال ملك السيف انا أسكن الشام فقال ملك الباس انا معك وقال ملك الغنى انا أقيم ههنا فقال ملك المروءة أنا معك فقال ملك الشرف وانا معكما فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق * وأخرج ابن عساكر بسند فيه مجاهيل عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل خلق أربعة أشياء واردفها أربعة أشياء خلق الجدب وأردفه الزهد وأسكنه الحجاز وخلق العفة وأردفها الغفلة وأسكنها اليمن وخلق الرزق وأردفه الطاعون وأسكنه الشام وخلق الفجور وأردفه الدرهم وأسكنه العراق * وأخرج ابن عساكر عن سليمان بن يسار قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار ان اختر لي المنازل فكتب إليه يا أمير المؤمنين انه بلغنا ان الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق أنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر انا معك قال الباس أريد الشام فقال السيف أنا معك وقال العلم أريد العراق فقال
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست