الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٠٧
ورجل قاص لا يجد من القضاء بدا ورجل أحمق متكلف فلست بالرجلين الماضيين فأكره أن أكون الثالث * قوله تعالى (أم تريدون أن تسألوا رسولكم) الآيات * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه أو فجر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك فأنزل الله في ذلك أم تريدون أن تسألوا رسولكم إلى قوله سواء السبيل وكان حيى بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود حسدا للعرب إذ خصهم الله برسوله وكانا جاهدين في رد الناس عن الاسلام ما استطاعا فأنزل الله فيهما ود كثير من أهل الكتاب الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال قال رجل يا رسول الله لو كانت كفاراتنا ككفارات بني إسرائيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطيتم خير كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها فان كفرها كانت له خزيا في الدنيا وان لم يكفرها كانت له خزيا في الآخرة وقد أعطاكم الله خيرا من ذلك قال ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه الآية والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن فأنزل الله أم تريدون أن تسألوا رسولكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى قال سألت العرب محمدا صلى الله عليه وسلم ان يأتيهم بالله فيروه جهرة فنزلت هذه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال سالت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال نعم وهو كالمائدة لبني إسرائيل ان كفرتم فأبوا ورجعوا فأنزل الله أم تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ان يريهم الله جهرة * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ومن يتبدل الكفر بالايمان يقول يتبدل الشدة بالرخاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فقد ضل سواء السبيل قال عدل عن السبيل * وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن كعب بن مالك قال كان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى فامر الله رسوله والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ففيهم أنزل الله ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا الآية وفيهم أنزل الله ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا الآية * وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وقال ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول في العفو ما أمره الله به حتى أذن الله بقتل فقتل الله به من قتل من صناديد قريش * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري وقتادة في قوله ود كثير من أهل الكتاب قالا كعب بن الأشرف * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله حسدا من عند أنفسهم قال من قبل أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق يقول يتبين لهم أن محمدا رسول الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله من بعد ما تبين لهم الحق قال من بعد ما تبين لهم ان محمدا رسول الله يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل نعته وأمره ونبوته ومن بعد ما تبين لهم ان الاسلام دين الله الذي جاء به محمدا صلى الله عليه وسلم فاعفوا واصفحوا قال أمر الله نبيه ان يعفو عنهم ويصفح حتى يأتي الله بأمره فأنزل الله في براءة وأمره فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية فنسختها هذه الآية وأمره الله فيها بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يقروا بالجزية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله فاعفوا واصفحوا وقوله واعرض عن المشركين ونحو هذا في العفو عن المشركين قال نسخ ذلك كله بقوله قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله وقوله اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج ابن جرير والنحاس في تاريخه عن السدى في قوله فاعفوا واصفحوا قال هي منسوخة نسختها قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وما تقدموا لأنفسكم من خير يعنى من الأعمال من الخير في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست