الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٩٣
مقمرة فاتاه جبريل في صورته فغشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه ثم أفاق وجبريل مسنده وواضع إحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت أرى ان شيئا من الخلق هكذا فقال جبريل فكيف لو رأيت إسرافيل ان له لاثني عشر جناحا منها جناح في المشرق وجناح في المغرب وان العرش على كاهله وانه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله عز وجل حتى يصير مثل الوصع حتى ما يحمل عرشه الا عظمته * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن أبي جعفر قال كان أبو بكر يسمع مناجاة جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يراه * واخرج الحاكم عن ابن عباس قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لما رأيت جبريل لم يره خلق الا عمى الا ان يكون نبيا ولكن ان يجعل ذلك في آخر عمره * واخرج أبو الشيخ عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لنهرا ما يدخله جبريل من دخلة فيخرج فينتفض الا خلق الله من كل قطرة تقطر ملكا * وأخرج أبو الشيخ عن أبي العلاء بن هارون قال لجبريل في كل يوم انغماسة في نهر الكوثر ثم ينتفض فكل قطرة يخلق منها ملك * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل ليأتيني كما يأتي الرجل صاحبه في ثياب بيض مكفوفة باللؤلؤ والياقوت رأسه كالحبك وشعره كالمرجان ولونه كالثلج أجلى الجبين براق الثنايا عليه وشاحان من در منظوم وجناحاه أخضران ورجلاه مغموستان في الخضرة وصورته التي صور عليها تملأ ما بين الأفقين وقد قال صلى الله عليه وسلم أشتهي ان أراك في صورتك يا روح الله فتحول له فيه فسد ما بين الأفقين * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل هل ترى ربك قال إن بيني وبينه لسبعين حجابا من نار أو نور لو رأيت أدناها لاحترقت * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية بسند واه عن أبي هريرة ان رجلا من اليهود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل يحتجب الله بشئ عن خلقه غير السماوات قال نعم بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور وسبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من ظلمة وسبعون حجابا من رفارف الاستبرق وسبعون حجابا من رفارف السندس وسبعون حجابا من در أبيض وسبعون حجابا من در أحمر وسبعون حجابا من در أصفر وسبعون حجابا من در أخضر وسبعون حجابا من ضياء وسبعون حجابا من ثلج وسبعون حجابا من برد وسبعون حجابا من عظمة الله التي لا توصف قال فأخبرني عن ملك الله الذي يليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الملك الذي يليه إسرافيل ثم جبريل ثم ميكائيل ثم ملك الموت عليهم السلام * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني انه بلغه ان جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يبكيك قال ومالي لا أبكى فوالله ما جفت لي عين منذ خلق الله النار مخافة ان أعصيه فيقذفني فيها * وأخرج أحمد في الزهد عن رباح قال حدثت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل لم تأتني الا وأنت صار بين عينيك قال انى لم أضحك منذ خلقت النار * وأخرج أحمد في مسنده وأبو الشيخ عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار * وأخرج أبو الشيخ عن عبد العزيز بن أبي رواد قال نظر الله إلى جبريل وميكائيل وهما يبكيان فقال الله ما يبكيكما وقد علمتما انى لا أجور فقالا يا رب انا لا نأمن مكرك قال هكذا فافعلا فإنه لا يأمن مكري الا كل خاسر * وأخرج أبو الشيخ من طريق الليث عن خالد بن سعيد قال بلغنا ان إسرافيل يؤذن لأهل السماء فيؤذن لاثنتي عشرة ساعة من النهار ولاثنتي عشرة ساعة من الليل لكل ساعة تأذين يسمع تأذينه من في السماوات السبع ومن في الأرضين السبع الا الجن والإنس ثم يتقدم بهم عظيم الملائكة فيصلى بهم قال وبلغنا ان ميكائيل يؤم الملائكة في البيت المعمور * وأخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن رفيع قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وميكائيل وهو يستاك فناول رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل السواك فقال جبريل كبر قال جبريل ناول ميكائيل فإنه أكبر * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة بن خالد ان رجلا قال يا رسول الله أي الخلق أكرم على الله عز وجل قال لا أدرى فجاءه جبريل عليه السلام فقال يا جبريل أي الخلق أكرم على الله قال لا أدرى فعرج جبريل ثم هبط فقال أكرم الخلق على الله جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فاما جبريل فصاحب الحرب وصاحب
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست