الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٩١
بطور سينا أتجدون محمدا عندكم قالوا نعم انا نجده مكتوبا عندنا ولكن صاحبه من الملائكة الذي يأتيه بالوحي جبريل وجبريل عدونا وهو صاحب كل عذاب وقتال وخسف ولو كان وليه ميكائيل لآمنا به فان ميكائيل صاحب كل رحمة وكل غيث قال عمر فأين مكان جبريل من الله قالوا جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره قال عمر فأشهدكم ان الذي عدو للذي عن يمينه عدو للذي هو عن يساره والذي هو عدو للذي هو عن يساره عدو للذي هو عن يمينه وانه من كان عدوهما فإنه عدو لله ثم رجع عمر ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه قل من كان عدوا لجبريل الآية فقال عمرو الذي بعثك بالحق لقد جئت وما أريد الا ان أخبرك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبن ليلى ان يهوديا لقى عمر فقال إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين قال فنزلت على لسان عمر وقد نقل ابن جرير الاجماع على أن سبب نزول الآية ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي في الدلائل عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى سائلك عن ثلاث لا يعلمهن الا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني جبريل بهن آنفا قال جبريل قال نعم ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك قال اما أول أشراط الساعة فنار تخرج من الشرق فتحشر الناس إلى المغرب واما أول ما يأكل أهل الجنة فزيادة كبد حوت واما ما ينزع الولد إلى أبيه وأمه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع إليه الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها قال أشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فإنه نزله على قلبك بإذن الله يقول فان جبريل نزل القرآن بإذن الله يشدد به فؤادك ويربط به على قلبك مصدقا لما بين يديه يقول لما قبله من الكتب التي أنزلها والآيات والرسل الذين بعثهم الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله مصدقا لما بين يديه قال من التوراة والإنجيل وهدى وبشرى للمؤمنين قال جعل الله هذا القرآن هدى وبشرى للمؤمنين لان المؤمن إذا سمع القرآن حفظه ووعاه وانتفع به واطمأن إليه وصدق بموعود الله الذي وعده فيه وكان على يقين من ذلك * وأخرج ابن جرير من طريق عبيد الله العكي عن رجل من قريش قال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود فقال أسألكم بكتابكم الذي تقرؤن هل تجدونه قد بشر بي عيسى ان يأتيكم رسول اسمه أحمد فقالوا اللهم وجدناك في كتابنا ولكنا كرهناك لأنك تستحل الأموال وتهريق الدماء فأنزل الله من كان عدوا لله وملائكته ورسله الآية * قوله تعالى (وجبريل وميكال) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال جبريل كقولك عبد الله جبر عبد وايل الله * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان والخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس قال جبريل عبد الله وميكائيل عبيد الله وكل اسم فيه إيل فهو معبد لله * وأخرج الديلمي عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم جبريل عبد الله واسم إسرافيل عبد الرحمن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن علي بن حسين قال اسم جبريل عبد الله واسم ميكائيل عبيد الله واسم إسرافيل عبد الرحمن وكل شئ راجع إلى إيل فهو معبد لله عز وجل * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال جبريل اسمه عبد الله وميكائيل اسمه عبيد الله قال والإل الله وذلك قوله لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة قال لا يرقبون الله * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن يحيى بن يعمر انه كان يقرؤها جبرال ويقول جبر هو عبد وال هو الله * وأخرج وكيع عن علقمة انه كان يقرأ مثقلة جبريل وميكائيل * وأخرج وكيع وابن جرير عن عكرمة قال جبر عبد وايل الله وميك عبد وايل الله واسراف عبد وايل الله * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان بسند حسن عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل يناجيه إذ انشق أفق السماء فاقبل جبريل يتضاءل ويدخل بعضه في بعض ويدنو من الأرض فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويخيرك بين أن تكون نبيا ملكا وبين أن تكون
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست