الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٩٤
المرسلين وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تنبت وكل ورقة تسقط وأما ملك الموت فهو موكل بقبض كل روح عبد في برأ وبحر وأما إسرافيل فأمين الله بينه وبينهم * وأخرج أبو الشيخ عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب الخلق إلى الله جبريل وميكائيل وإسرافيل وهم منه مسيرة خمسين ألف سنة جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وإسرافيل بينهما * وأخرج أبو الشيخ عن خالد بن أبي عمر ان قال جبريل أمين الله إلى رسله وميكائيل يتلقى الكتب التي تلقى من أعمال الناس وإسرافيل كمنزلة الحاجب * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن أبي داود في المصاحف وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إسرافيل صاحب الصور وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو بينهما * وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال إن أدنى الملائكة من الله جبريل ثم ميكائيل فإذا ذكر عبدا بأحسن عمله قال فلان بن فلان عمل كذا وكذا من طاعتي صلوات الله عليه ثم سأل ميكائيل جبريل ما أحدث ربنا فيقول فلان بن فلان ذكر بأحسن عمله فصلى عليه صلوات الله عليه ثم سأل ميكائيل من يراه من أهل السماء فيقول ماذا أحدث ربنا فيقول ذكر فلان بن فلان بأحسن عمله فصلى عليه صلوات الله عليه فلا يزال يقع إلى الأرض وإذا ذكر عبدا بأسوأ عمله قال عبدي فلان بن فلان عمل كذا وكذا من معصيتي فلعنتي عليه ثم سأل ميكائيل جبريل ماذا أحدث ربنا فيقول ذكر فلان بن فلان بأسوأ عمله فعليه لعنة الله فلا يزال يقع من سماء إلى سماء حتى يقع إلى الأرض * وأخرج الحاكم عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وزير أي من السماء جبريل وميكائيل ومن أهل الأرض أبو بكر وعمر * وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أيدني بأربعة وزراء اثنين من أهل السماء جبريل وميكائيل واثنين من أهل الأرض أبى بكر وعمر * وأخرج الطبراني بسند حسن عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في السماء ملكين أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب جبريل وميكائيل ونبيان أحدهما يأمر باللين والآخر يأمر بالشدة وكل مصيب وذكر إبراهيم ونوحا ولى صاحبان أحدهما يأمر باللين والآخر يأمر بالشدة وكل مصيب وذكر أبا بكر وعمر * وأخرج البزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله ابن عمر وقال جاء فئام الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله زعم أبو بكر ان الحسنات من الله والسيئات من العباد وقال عمر الحسنات والسيئات من الله فتابع هذا قوم وهذا قوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقضين بينكما بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل ان ميكائيل قال بقول أبى بكر وقال جبريل بقول عمر فقال جبريل لميكائيل انا متى تختلف أهل السماء تختلف أهل الأرض فلنتحاكم إلى إسرافيل فتحاكما إليه فقضى بينهما بحقيقة القدر خيره وشره وحلوه ومره كله من الله ثم قال يا أبا بكر ان الله لو أراد أن لا يعصى لم يخلق إبليس فقال أبو بكر صدق الله ورسوله * وأخرج الحاكم عن أبي المليح عن أبيه انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر فصلى قريبا منه فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين قال فسمعته يقول اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد أعوذ بك من النار ثلاث مرات * وأخرج أحمد في الزهد عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم أغمي عليه ورأسه في حجرها فجعلت تمسح وجهه وتدعو له بالشفاء فلما أفاق قال لا بل أسال الله الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام * قوله تعالى (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات) الآيات * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قال ابن صوريا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد ما جئتنا بشئ نعرفه وما أنزل الله عليك من آية بينة فأنزل الله في ذلك ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون وقال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد إليهم في محمد والله ما عهد إلينا في محمد ولا أخذ علينا ميثاقا فأنزل الله تعالى أو كلما عاهدوا عهدا الآية * وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس في قوله ولقد أنزلنا إليك آيات بينات يقول فأنت تتلوه عليهم وتخبرهم به غدوة وعشية وبين ذلك وأنت عندهم أمي لم تقرأ كتابا وأنت تخبرهم بما في أيديهم على وجهه ففي ذلك عبرة لهم وبيان وحجة عليهم لو كانوا يعلمون * وأخرج ابن جرير عن قتادة في
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست