الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٨٩
نصيبهم من الآخرة بطمع يسير من الدنيا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول يعطى بها ثمنا فيمنعها * ويقول صاحبها ألا تشرى * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بغيا ان ينزل الله أي ان الله جعله من غيرهم فباؤا بغضب بكفرهم بهذا النبي على غضب كان عليهم فيما ضيعوه من التوراة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة فباؤا بغضب على غضب قال كفرهم بعيسى وكفرهم بمحمد * وأخرج ابن جرير عن مجاهد فباؤا بغضب اليهود غضب بما كان من تبديلهم التوراة قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم على غضب جحودهم النبي صلى الله عليه وسلم وكفرهم بما جاء به * قوله تعالى (ويكفرون بما وراءه) * أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ويكفرون بما وراءه قال بما بعده * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ويكفرون بما وراءه قال القرآن * قوله تعالى (واشربوا في قلوبهم العجل) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله واشربوا في قلوبهم العجل قال اشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم * قوله تعالى (قل ان كانت لكم الدار الآخرة) الآيتين * أخرج ابن جرير عن أبي العالية قال قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه فأنزل الله قل ان كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين فلم يفعلوا * وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في هذه الآية قال قل لهم يا محمد ان كانت لكم الدار الآخرة يعنى الجنة كما زعمتم خالصة من دون الناس يعنى المؤمنين فتمنوا الموت ان كنتم صادقين انها لكم خالصة من دون المؤمنين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنتم في مقالتكم صادقين قولوا اللهم أمتنا فوالذي نفسي بيده لا يقولها رجل منكم الا غص بريقه فمات مكانه فأبوا أن يفعلوا وكرهوا ما قال لهم فنزل ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم يعنى عملته أيديهم والله عليم بالظالمين انهم لن يتمنوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول هذه الآية والله لا يتمنونه أبدا * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فتمنوا الموت أي ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب فأبوا ذلك ولو تمنوه يوم قال ذلك ما بقى على وجه الأرض يهودي الا مات * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ان كانت لكم الدار الآخرة يعنى الجنة خالصة خاصة فتمنوا الموت فاسألوا الموت ولن يتمنوه أبدا لانهم يعلمون انهم كاذبون بما قدمت قال أسلفت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال لو تمنى اليهود الموت لماتوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار * قوله تعالى (ولتجدنهم أحرص الناس) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ولتجدنهم أحرص الناس على حياة قال اليهود ومن الذين أشركوا قال الأعاجم * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولتجدنهم أحرص الناس على حياة يعنى اليهود ومن الذين أشركوا وذلك أن المشرك لا يرجو بعثا بعد الموت فهو يحب طول الحياة وان اليهودي قد عرف ماله في الآخرة من الخزي بما ضيع ما عنده من العلم وما هو بمزحزحه قال بمنجيه * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم عن ابن عباس في قوله يود أحدهم لو يعمر ألف سنة قال هو قول الأعاجم إذا عطس أحدهم زه هزار سال يعنى ألف سنة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وما هو بمزحزحه قال هم الذين عادوا جبريل * قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل) الآيتين * أخرج الطيالسي والفريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عباس قال حضرت عصابة اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن الا نبي قال سلوني عما شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني قالوا فذلك لك قالوا أربع خلال نسألك عنها أخبرنا أي طعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست