الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٠٤
فكان اليهود يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرا فلما سمعوا أصحابه يقولون أعلنوا بها فكانوا يقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم فأنزل الله الآية * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا تقولوا راعنا وذلك انها سبة بلغة اليهود فقال تعالى قولوا انظرنا يريد أسمعنا فقال المؤمنون بعدها من سمعتموه يقولها فاضربوا عنقه فانتهت اليهود بعد ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله لا تقولوا راعنا قال كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم أرعنا سمعك وانما راعنا كقولك طاعنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدى قال كان رجلان من اليهود مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد إذا لقيا النبي صلى الله عليه وسلم قالا له وهما يكلمانه راعنا سمعك واسمع غير مسمع فظن المسلمون ان هذا شئ كان أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صخر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدبر ناداه من كانت له حاجة من المؤمنين فقالوا أرعنا سمعك فأعظم الله رسوله ان يقال له ذلك وأمرهم ان يقولوا انظرنا ليعزروا رسوله ويوقروه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن قتادة في قوله لا تقولوا أرعنا قال قولا كانت اليهود تقوله استهزاء فكرهه الله للمؤمنين ان يقولوا كقولهم * وأخرج ابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن عطية في قوله لا تقولوا راعنا قال كان أناس من اليهود يقولون راعنا سمعك حتى قالها أناس من المسلمين فكره الله لهم ما قالت اليهود * وأخرج ابن جرير وابن إسحاق عن ابن عباس في قوله لا تقولوا راعنا أي أرعنا سمعك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله لا تقولوا راعنا قال خلافا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لا تقولوا راعنا لا تقولوا اسمع منا ونسمع منك وقولوا انظرنا أفهمنا بين لنا * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال إن مشركي العرب كانوا إذا حدث بعضهم بعضا يقول أحدهم لصاحبه أرعني سمعك فنهوا عن ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والنحاس في ناسخه عن عطاء في قوله لا تقولوا راعنا قال كانت لغة في الأنصار في الجاهلية ونهاهم الله ان يقولوها وقال قولوا انظرنا واسمعوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه قرأ راعنا وقال الراعن من القول السخرى منه * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله واسمعوا قال اسمعوا ما يقال لكم * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا الا وعلى رأسها وأميرها قال أبو نعيم لم نكتبه مرفوعا الا من حديث ابن أبي خيثمة والناس رووه موقوفا * قوله تعالى (والله يختص برحمته من يشاء) * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد والله يختص برحمته من يشاء قال القرآن والاسلام * قوله تعالى (ما ننسخ من آية أو ننساها) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن عدي وابن عساكر عن ابن عباس قال كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار فأنزل الله ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها * وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال قرأ رجلان من الأنصار سورة أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانا يقرآن بها فقاما يقرآن ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنها مما نسخ أو نسئ فالهوا عنه فكان الزهري يقرؤها ما ننسخ من آية أو ننسها بضم النون خفيفة * وأخرج البخاري والنسائي وابن الأنباري في المصاحف والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال عمر أقرؤنا أبى وأقضانا على وانا لندع شيئا من قراءة أبى وذلك أن أبيا يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله ما ننسخ من آية أو ننساها * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه وابنه في المصاحف والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص انه قرأ ما ننسخ من آية أو ننساها فقيل له ان سعيد ابن المسيب يقرأ ننسها فقال سعد ان القرآن لم ينزل على المسيب ولا آل المسيب قال الله سنقرئك فلا تنسى واذكر ربك إذا نسيت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ما ننسخ من آية أو ننساها يقول ما نبدل من آية أو نتركها لا نبدلها نأت بخير منها أو مثلها يقول خير لكم في المنفعة وأرفق بكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال خطبنا عمر فقال يقول الله تعالى ما ننسخ
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست