الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٠٢
ذلك فقالا هل بلغ البنيان بحيرة الطبرية قلت لا فساءهما ذلك فسكتا فقلت لهما ما بالكما حين أخبرتكما باجتماع الناس على رجل واحد ساءكما ذلك فقالا ان الساعة لم تقرب ما دام الناس على رجل واحد قلت فما بالكما سركما حين أخبرتكما بفساد ذات البين قالا لأنا رجونا اقتراب الساعة قال قلت فما بالكما ساءكما ان البنيان لم يبلغ بحيرة الطبرية قالا لان الساعة لا تقوم أبدا حتى يبلغ البنيان بحيرة الطبرية قال قلت لهما أوصياني قالا إن قدرت ان لا تنام فافعل فان الامر جد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال وأما شان هاروت وماروت فان الملائكة عجبت من ظلم بني آدم وقد جاءتهم الرسل والكتب والبينات فقال لهم ربهم اختاروا منكم ملكين أنزلهما يحكمان في الأرض بين بني آدم فاختاروا فلم يألوا بهاروت وماروت فقال لهما حين أنزلهما أعجبتما من بني آدم ومن ظلمهم ومعصيتهم وانما تأتيهم الرسل والكتب من وراء وراء وأنتما ليس بيني وبينكما رسول فافعلا كذا وكذا ودعا كذا وكذا فأمرهما بأمر ونهاهما ثم نزلا على ذلك ليس أحد لله أطوع منهما فحكما فعدلا فكانا يحكمان النهار بين بني آدم فإذا أمسيا عرجا وكانا مع الملائكة وينزلان حين يصبحان فيحكمان فيعدلان حتى أنزلت عليهما الزهرة في أحسن صورة امرأة تخاصم فقضيا عليها فلما قامت وجد كل واحد منهما في نفسه فقال أحدهما لصاحبه وجدت مثل ما وجدت قال نعم فبعثا إليها ان ائتينا نقض لك فلما رجعت قالا لها وقضيا لها ائتينا فأتتهما فكشفا لها عن عورتهما وانما كانت شهوتهما في أنفسهما ولم يكونا كبني آدم في شهوة النساء ولذتها فلما بلغا ذلك واستحلاه وافتتنا طارت الزهرة فرجعت حيث كانت فلما أمسيا عرجا فزجرا فلم يؤذن لهما ولم تحملهما أجنحتهما فاستغاثا برجل من بني آدم فأتياه فقالا ادع لنا ربك فقال كيف يشفع أهل الأرض لأهل السماء قالا سمعنا ربك يذكرك بخير في السماء فوعدهما يوما وعدا يدعو لهما فدعا لهما فاستجيب له فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فنظر أحدهما إلى صاحبه فقالا نعلم أن افراج عذاب الله في الآخرة كذا وكذا في الخلد 7 نعم ومع الدنيا سبع مرات مثلها فأمرا أن ينزلا ببابل فثم عذابهما وزعم أنهما معلقان في الحديد مطويان يطفقان بأجنحتهما * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات وابن مردويه والديلمي عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المسوخ فقال هم ثلاثة عشر الفيل والدب والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط والعقرب والدعموص والعنكبوت والأرنب وسهيل والزهرة فقيل يا رسول الله وما سبب مسخهن فقال أما لفيل فكان رجلا جبار الوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا وأما الدب فكان مؤنثا يدعو الناس إلى نفسه وأما الخنزير فكان من النصارى الذين سألوا المائدة فلما نزلت كفروا وأما القردة فيهود اعتدوا في السبت وأما الجريث فكان ديوثا يدعو الرجال إلى حليلته وأما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه وأما الوطواط فكان رجلا يسرق الثمار من رؤس النخل وأما العقرب فكان رجلا لا يسلم أحد من لسانه وأما الدعموص فكان نماما يفرق بين الأحبة وأما العنكبوت فامرأة سحرت زوجها وأما الأرنب فامرأة كانت لا تطهر من حيض وأما سهيل فكان عشارا باليمن وأما الزهرة فكانت بنتا لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جبريل مالي أراك متغير اللون فقال ما جئتك حتى أمر الله بمفاتيح النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم فقال جبريل ان الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يضئ شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحق لو أن ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب الكفار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرفضت وما تقارت حتى تنتهى إلى الأرض السفلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي يا جبريل فنظر رسول الله
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست