الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٨٧
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أيد حسان بروح القدس كما نافح عن نبيه * وأخرج ابن حبان عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن روح القدس نفت في روعي ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلمة روح القدس لن يؤذن للأرض أن تأكل من لحمه * قوله تعالى (ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فريقا يعنى طائفة * قوله تعالى (وقالوا قلوبنا غلف) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال انما سمى القلب لتقلبه * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس انه كان يقرأ قلوبنا غلف مثقلة كيف تتعلم وانما قلوبنا غلف للحكمة أي أوعية للحكمة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وقالوا قلوبنا غلف مملوءة علما لا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية في قوله وقالوا قلوبنا غلف قال هي القلوب المطبوع عليها * وأخرج وكيع عن عكرمة في قوله قلوبنا غلف قال عليها طابع * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وقالوا قلوبنا غلف عليها غشاوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وقالوا قلوبنا غلف قال قالوا لا تفقه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص وابن جرير عن حذيفة قال القلوب أربعة قلب أغلف فذلك قلب الكافر وقلب مصفح فذلك قلب المنافق وقلب أجرد فيه مثل السراج فذلك قلب المؤمن وقلب فيه ايمان ونفاق فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل النفاق كمثل قرحة يمدها القيح والدم فأي المادتين غلبت صاحبتها أهلكته * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال تعرض فتنة على القلوب فأي قلب أنكرها نكتت في قلبه نكتة بيضاء وأي قلب لم ينكرها نكتت في قلبه نكتة سوداء ثم تعرض فتنة أخرى على القلوب فان أنكرها القلب الذي أنكرها نكتت في قلبه نكتة بيضاء وان لم ينكرها نكتت نكتة سوداء ثم تعرض فتنة أخرى فان أنكرها ذلك القلب اشتدوا بيض وصفا ولم تضره فتنة أبدا وان لم ينكرها في المرتين الأولتين اسود وارتد ونكس فلا يعرف حقا ولا ينكر منكرا * وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب الايمان والبيهقي في شعب الايمان عن علي رضي الله عنه قال إن الايمان يبدو لحظة بيضاء في القلب فكلما ازداد الايمان عظما ازداد ذلك البياض فإذا استكمل الايمان أبيض القلب كله وان النفاق لحظة سوداء في القلب فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد فإذا استكمل النفاق اسود القلب كله وأيم الله لو شققتم على قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود * وأخرج أحمد بسند جيد عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب أربعة قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط على غلافه وقلب منكوس وقلب مفصح فاما القلب الأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره وأما القلب الأغلف فقلب الكافر وأما القلب المنكوس فقلب المنافق الكافر عرف ثم أنكر وأما القلب المصفح فقلب فيه ايمان ونفاق ومثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمان الفارسي موقوفا مثله سواء * قوله تعالى (فقليلا ما يؤمنون) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله فقليلا ما يؤمنون قال لا يؤمن منهم الا قليل * قوله تعالى (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ولما جاءهم كتاب من عند الله قال هو القرآن مصدق لما معهم قال من التوراة والإنجيل * قوله تعالى (وكانوا من قبل يستفتحون) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري حدثني أشياخ منا قالوا لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منا كان معنا يهود وكانوا أهل كتاب وكنا أصحاب وثن وكنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا ان نبيا يبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وارم فلما بعث الله رسوله اتبعناه وكفروا به ففينا والله وفيهم أنزل الله وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا الآية كلها * وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق السدى عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة في
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست