الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٠
به * قوله تعالى (يخادعون الله) الآية * أخرج أحمد بن منيع في مسنده بسند ضعيف عن رجل من الصحابة ان قائلا من المسلمين قال يا رسول الله ما النجاة غدا قال لا تخادع الله قال وكيف نخادع الله قال إن تعمل بما أمرك الله به تريد به غيره فاتقوا الرياء فإنه الشرك بالله فان المرائي ينادى به يوم القيامة على رؤس الخلائق بأربعة سماء يا كافر يا فاجر يا خاسر يا غادر ضل عملك وبطل أجرك فلا خلاق لك اليوم عند الله فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع وقرأ آيات من القرآن فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا الآية وان المنافقين يخادعون الله الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله يخادعون الله قال يظهرون لا إله إلا الله يريدون ان يحرزوا بذلك دماءهم وأموالهم وفي أنفسهم غير ذلك * وأخرج ابن جرير عن وهب قال سالت ابن زيد عن قوله يخادعون الله والذين آمنوا قال هؤلاء المنافقون يخادعون الله ورسوله والذين آمنوا انهم يؤمنون بما أظهروه وعن قوله وما يخادعون الا أنفسهم وما يشعرون قال ما يشعرون بأنهم ضروا أنفسهم بما أسروا من الكفر والنفاق ثم قرأ يوم يبعثهم الله جميعا قال هم المنافقون حتى بلغ قوله ويحسبون انهم على شئ * وأخرج البيهقي في الشعب عن قيس بن سعد قال لولا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المكر والخديعة في النار لكنت أمكر هذه الأمة * قوله تعالى (في قلوبهم مرض) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مرض قال شك فزادهم الله مرضا أي قال شكا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله في قلوبهم مرض قال النفاق ولهم عذاب أليم قال نكال موجع بما كانوا يكذبون قال يبدلون ويحرفون * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى في قلوبهم مرض قال النفاق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر أجامل أقواما حياء وقد أرى * صدورهم تغلي على مراضها قال فأخبرني عن قوله ولهم عذاب أليم قال الأليم الموجع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر نام من كان خليا من ألم * وبقيت الليل طولا لم أنم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كل شئ في القرآن أليم فهو الموجع * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال الأليم الموجع في القرآن كله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله مرض قال ريبة وشك في أمر الله فزادهم الله مرضا قال ريبة وشكا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون قال إياكم والكذب فإنه من باب النفاق وانا والله ما رأينا عملا قط أسرع في فساد قلب عبد من كبر أو كذب * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله في قلوبهم مرض قال هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد وهم المنافقون والمرض الشك الذي دخل في الاسلام * وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله في قلوبهم مرض قال هؤلاء أهل النفاق والمرض الذين في قلوبهم الشك في أمر الله عز وجل فزادهم الله مرضا قال شكا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال العذاب الأليم هو الموجع وكل شئ في القرآن من الأليم فهو الموجع * قوله تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) لآيتين * أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قال الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون قال إذا ركبوا معصية فقيل لهم لا تفعلوا كذا قالوا انما نحن على الهدى * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن بي حاتم عن ابن عباس في قوله انما نحن مصلحون أي انما نريد الاصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب * وأخرج وكيع وابن جرير وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله الأسدي قال قرأ سلمان هذه الآية وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون قال لم يجئ أهل هذه الآية بعد * قوله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا) لآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قال صدقوا كما صدق أصحاب محمد انه نبي ورسول وأن ما أنزل عليه حق قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء يعنون أصحاب محمد ألا انهم هم السفهاء يقول الجهال ولكن لا يعلمون يقول لا يعقلون * وأخرج ابن عساكر في تاريخه بسند واه عن ابن عباس في قوله آمنوا كما آمن الناس قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلى * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست