الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤١
فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا * وأخرج البزار والطبراني في الصغير وأبو الشيخ في العظمة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا * وأخرج عبد بن حميد وأحمد بن حنبل في رواية الزهد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر وقال إن المؤمن كلما أراد زوجته وجدها بكرا * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال طول الرجل من أهل الجنة تسعون ميلاد وطول المرأة ثلاثون ميلا ومقعدتها جريب وان شهوته لتجري في جسدها سبعين عاما تجد اللذة * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي داود في البعث عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذى امرأة زوجها في الدنيا الا قالت زوجته من الحور العين قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك ان يفارقك إلينا * قوله تعالى (وهم فيها خالدون) * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس عن قوله وهم فيها خالدون أي خالدون أبدا يخبرهم ان الثواب بالخير والشر مقيم على أهله لا انقطاع له * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير في قوله وهم فيها خالدون يعنى لا يموتون * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وهم فيها خالدون قال ماكثون لا يخرجون منها أبدا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عدى بن زيد فهل من خالدا ما هلكنا * وهل بالموت يا للناس عار * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم يا أهل النار لا موت ويا أهل الجنة لا موت كل خالد فيما هو فيه * وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقال لأهل الجنة خلود ولا موت ولأهل النار خلود ولا موت * وأخرج عبد بن حميد وابن ماجة والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت في هيئة كبش أملح فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين مخافة ان يخرجوا مما هم فيه فيقال تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين ان يخرجوا مما هم فيه فيقال أتعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط فيقال للفريقين خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فلما قدم عليهم قال يا أيها الناس انى رسول رسول الله إليكم ان المراد إلى الله إلى جنة أو نار خلود بلا موت وإقامة بلا طعن في أجساد لا تموت * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قيل لأهل النار انكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها ولو قيل لأهل الجنة انكم ماكثون عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد * قوله تعالى (ان الله لا يستحي أن يضرب مثلا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين قوله كمثل الذي استوقد نارا وقوله أو كصيب من السماء قال المنافقون الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال فأنزل الله ان الله لا يستحي أن يضرب مثلا إلى قوله أولئك هم الخاسرون * وأخرج عبد الغنى الثقفي في تفسيره والواحدي عن ابن عباس قال إن الله ذكر آلهة المشركين فقال وان يسلبهم الذباب شيئا وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شئ كان يصنع بهذا فأنزل الله ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال لما ذكر الله العنكبوت والذباب قال المشركون ما بال العنكبوت والذباب يذكران فأنزل الله ان الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال لما أنزلت يا أيها الناس ضرب مثل قال المشركون ما هذا من الأمثال فيضرب أو ما يشبه هذا الأمثال فأنزل الله ان الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها لم يرد البعوضة انما أراد المثل * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال البعوضة أضعف ما خلق الله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والديلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست