عليه وسلم يحرص ان يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فأخبره الله انه لا يؤمن الا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ولا يضل الا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله ابن عمر وقال قيل يا رسول الله انا نقرأ من القرآن فنرجو ونقرأ فنكاد نيأس فقال الا أخبركم عن أهل الجنة وأهل النار قالوا بلى يا رسول الله قال ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين إلى قوله المفلحون هؤلاء أهل الجنة قالوا انا نرجو ان نكون هؤلاء ثم قال إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم إلى قوله عظيم هؤلاء أهل النار قلنا لسنا هم يا رسول الله قال أجل * واخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الذين كفروا أي بما أنزل إليك وان قالوا انا قد آمنا بما جاء من قبلك سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون أي انهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق لك فقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك انذارا وتخويفا وقد كفروا بما عندهم من نعتك ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة أي عن الهدى أن يصيبوه أبدا بغير ما كذبوا به من الحق الذي جاءك من ربك حتى يؤمنوا به وان آمنوا بكل ما كان قبلك ولهم بما هم عليه من خلافك عذاب عظيم فهذا في الأحبار من يهود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ان الذين كفروا قال نزلت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب وهم الذين ذكرهم الله في هذه الآية ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال فهم الذين قتلوا يوم بدر ولم يدخل من القادة أحد في الاسلام الا رجلان أبو سفيان والحكم بن أبي العاص * وأخرج ابن المنذر عن السدى في قوله أأنذرتهم أم لم تنذرهم قال وعظتهم أم لم تعظهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون قال أطاعوا الشيطان فاستحوذ عليهم فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال الختم على قلوبهم وعلى سمعهم والغشاوة على أبصارهم * وأخرج ابن جريج عن ابن مسعود قال ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم فلا يعقلون ولا يسمعون وجعل على أبصارهم يقول أعينهم غشاوة فلا يبصرون * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ختم الله على قلوبهم قال طبع الله عليها قال وهل تعرف العرب ذلك قال أما سمعت الأعشى وهو يقول وصهباء طاف يهود بها * فابرزها وعليها ختم * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن وأبى رجاء قرأ أحدهما غشاوة والآخر غشوة * قوله تعالى (ومن الناس من يقول) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يعنى المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس ان صدر سورة البقرة إلى المائة منها هي في رجال سماهم بأعيانهم وأنسابهم من أحبار يهود ومن المنافقين من الأوس والخزرج * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين قال المراد بهذه الآية المنافقون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر حتى بلغ وما كانوا مهتدين قال هذه في المنافقين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية قال هذا نعت المنافق نعت عبدا خائن السريرة كثير الاخلاف يعرف بلسانه وينكر بقلبه ويصدق بلسانه ويخالف بعمله ويصبح على حال ويمسي على غيره ويتكفأ تكفؤ السفينة كلما هبت ريح هب فيها * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن سيرين قال لم يكن عندهم شئ أخوف من هذه الآية ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن عتيق قال كان محمد يتلو هذه الآية عند ذكر الحجاج ويقول انا لغير ذلك أخوف ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * وأخرج ابن سعد عن أبي يحيى قال سال رجل حذيفة وأنا عنده فقال ما النفاق قال إن تتكلم باللسان ولا تعمل
(٢٩)