الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٦
* وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وأبو نعيم كلاهما في معرفة الصحابة عن تويلة بنت أسلم قالت صليت الظهر أو العصر في مسجد بنى حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلينا سجدتين ثم جاءنا من يخبرنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلو البيت الحرام فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال أولئك قوم آمنوا بالغيب * وأخرج سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وأحمد بن منيع في مسنده وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه وابن مردويه عن الحرث بن قيس أنه قال لابن مسعود عند الله يحتسب ما سبقتمونا به يا أصحاب محمد من رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن مسعود عند الله يحتسب ايمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم تروه ان أمر محمد كان بينا لمن رآه والذي لا إله غيره ما آمن أحد أفضل من ايمان بغيب ثم قرأ ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه إلى قوله المفلحون * وأخرج البزار وأبو يعلى والمرهبي في فضل العلم والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنبؤني بأفضل أهل الايمان ايمانا قالوا يا رسول الله الملائكة قال هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها قالوا يا رسول الله الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالاته والنبوة قال هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها قالوا يا رسول الله الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء قال هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء بل غيرهم قالوا فمن يا رسول الله قال أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الايمان ايمانا * وأخرج الحسن بن عروة في حزبه المشهور والبيهقي في الدلائل والإصبهاني في الترغيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الخلق أعجب إليكم ايمانا قالوا الملائكة قال وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم قالوا فالأنبياء قال فما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن قال وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم ألا ان أعجب الخلق إلى ايمانا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال ما من ماء ما من ماء قالوا لا قال فهل من شن فجاؤوا بالشن فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليه ثم فرق أصابعه فنبع الماء مثل عصا موسى من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بلال اهتف بالناس بالوضوء فاقبلوا يتوضؤن من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت همة ابن مسعود الشرب فلما توضؤا صلى بهم الصبح ثم قعد للناس فقال يا أيها الناس من أعجب الخلق ايمانا قالوا الملائكة قال وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الامر قالوا فالنبيون يا رسول الله قال وكيف لا يؤمن النبيون ولوحي ينزل عليهم من السماء قالوا فأصحابك يا رسول الله فقال وكيف لا تؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ولكن أعجب الناس ايمانا قوم يجيؤن بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني * وأخرج الإسماعيلي في معجمه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شئ أعجب ايمانا قيل الملائكة فقال كيف وهم في السماء يرون من الله مالا ترون قيل فالأنبياء قال كيف وهم يأتيهم الوحي قالوا فنحن قال كيف وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ولكن قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني أولئك أعجب ايمانا وأولئك إخواني وأنتم أصحابي * وأخرج البزار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الخلق أعجب ايمانا قالوا الملائكة قال الملائكة كيف لا يؤمنون قالوا النبيون قال النبيون يوحى إليهم فكيف لا يؤمنون ولكن أعجب الناس ايمانا قوم يجيؤن من بعدكم فيجدون كتابا من الوحي فيؤمنون به ويتبعونه فهؤلاء أعجب الناس ايمانا * واخرج ابن أبي شيبة في مسنده عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ليتني قد لقيت إخواني قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك وأصحابك قال بلى ولكن قوما يجيؤن من بعدكم يؤمنون بي ايمانكم ويصدقوني تصديقكم وينصروني نصركم فياليتني قد لقيت إخواني * وأخرج ابن عساكر في الأربعين السباعية من طريق أبى هدبة وهو كذاب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتني قد لقيت إخواني فقال له رجل من أصحابه أو لسنا
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست