الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٧
إخوانك قال بلى أنتم أصحابي وإخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ثم قرأ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة * وأخرج أحمد والدارمي والباوردي وابن قانع معا في معجم الصحابة والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم عن أبي جمعة الأنصاري قال قلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك قال ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء بل قوم يأتون من بعدي يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي عمر وأحمد والحاكم عن أبي عبد الرحمن الجهني قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله وسلم إذ طلع راكبان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنديان أو مذحجيان حتى أتيا فإذا رجلان من مذحج فدنا أحدهما ليبايعه فلما أخذ بيده قال يا رسول الله أرأيت من آمن بك واتبعك وصدقك فماذا له قال طوبى له فمسح على يده وانصرف ثم جاء الآخر حتى أخذ على يده ليبايعه فقال يا رسول الله أرأيت من آمن بك وصدقك واتبعك ولم يرك قال طوبى له ثم طوبى له ثم مسح على يده وانصرف * وأخرج الطيالسي وأحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم عن أبي امامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات * وأخرج أحمد وابن حبان عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني * وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد عن نافع قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعينكم هذه قال نعم قال طوبى لكم فقال ابن عمر ألا أخبرك بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى قال سمعته يقول قال طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات * وأخرج أحمد وأبو يعلى والطبراني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات * وأخرج الحاكم عن أبي هريرة مرفوعا ان ناسا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي باهله وماله * قوله تعالى (ويقيمون الصلاة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن اسحق عن ابن عباس في قوله ويقيمون الصلاة قال الصلوات الخمس ومما رزقناهم ينفقون قال زكاة أموالهم * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ويقيمون الصلاة قال يقيمونها بفروضها ومما رزقناهم ينفقون قال يؤدون الزكاة احتسابا لها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال إقامة الصلاة اتمام الركوع والسجود والصلاة والخشوع والاقبال عليها فيها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ويقيمون الصلاة قال إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها ومما رزقناهم ينفقون قال انفقوا في فرائض الله التي افترض الله عليهم في طاعته وسبيله * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله ومما رزقناهم ينفقون قال انما يعنى الزكاة خاصة دون سائر النفقات لا يذكر الصلاة الا ذكر معها لزكاة فإذا لم يسم الزكاة قال في أثر ذكر الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله ومما رزقناهم ينفقون قال هي نفقة الرجل على أهله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ومما رزقناهم ينفقون قال كانت النفقات قربانا يتقربون بها إلى الله على قدر ميسورهم وجهدهم حتى نزلت فرائض الصدقات في سورة براءة هن الناسخات المبينات * قوله تعالى (والذين يؤمنون بما أنزل إليك الآيتين) * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك أي يصدقونك بما جئت به من الله وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم وبالآخرة هم يوقنون أي بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان أي لا هؤلاء الذين يزعمون انهم آمنوا بما كان قبلك ويكفرون بما جاءك من ربك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله والذين يؤمنون بما أنزل إليك قال هو الفرقان الذي فرق الله به بين الحق والباطل وما أنزل من قبلك أي الكتب التي قد خلت قبله أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون قال استحقوا الهدى والفلاح بحق فأحقه الله لهم وهذا نعت أهل الايمان ثم نعت المشركين فقال إن الذين كفروا سواء عليهم الآيتين * وأخرج عبد الله
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست