الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٣
والحذر من القتل على الذي هم عليه من الخلاف والتخويف منكم على مثل ما وصف من الذي هو في ظلمة الصيب فجعل أصابعه في أذنيه من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين منزل ذلك بهم من النقمة يكاد البرق يخطف أبصارهم أي لشدة ضوء الحق كلما أضاء لهم مشوا فيه أي يعرفون الحق ويتكلمون به فهم من قولهم به على استقامة فإذا ارتكسوا منه إلى الكفر قاموا أي متحيرين ولو شاء الله لذهب بسمعهم أي لما سمعوا تركوا من الحق بعد معرفته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا قال اما إضاءة النار فاقبالهم إلى المؤمنين والهدى وذهاب نورهم اقبالهم إلى الكافرين والضلالة وإضاءة البرق واظلامه على نحو ذلك المثل والله محيط بالكافرين قال جامعهم في جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا قال هذا مثل ضربه الله للمنافق ان المنافق تكلم بلا إله إلا الله فناكح بها المسلمين ووارث بها المسلمين وغازي بها المسلمين وحقن بها دمه وماله فلما كان عند الموت لم يكن لها أصل في قلبه ولا حقيقة في عمله فسلبها المنافق عند الموت فترك في ظلمات وعمى يتسكع فيها كما كان أعمى في الدنيا عن حق الله وطاعته صم عن الحق فلا يبصرونه فهم لا يرجعون عن ضلالتهم ولا يتوبون ولا يتذكرون أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت قال هذا مثل ضربه الله للمنافق لجبنه لا يسمع صوتا الا ظن أنه قد أتى ولا يسمع صياحا الا ظن أنه قد أتى ولا يسمع صياحا الا ظن أنه ميت أجبن قوم وأخذ له للحق وقال الله في آية أخرى يحسبون كل صيحة عليهم يكاد البرق يخطف أبصارهم الآية قال البرق هو الاسلام والظلمة هو البلاء والفتنة فإذا رأى المنافق من الاسلام طمأنينة وعافية ورخاء وسلوة من عيش قالوا انا معكم ومنكم وإذا رأى من الاسلام شدة وبلاء فقحقح عنده الشدة فلا يصبر لبلائها ولم يحتسب أجرها ولم يرج عاقبتها انما هو صاحب دنيا لها يغضب ولها يرضى وهو كما هو نعته الله * وأخرج وكيع وعبد بن حميد وأبو يعلى في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة من طرق عن ابن عباس في قوله أو كصيب من السماء قال المطر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد ولربيع وعطاء مثله * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الصيب من ههنا وأشار بيده إلى السماء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يكاد البرق قال يلتمع يخطف أبصارهم والماء يخطف وكل شئ في القرآن كاد وأكاد وكادوا فإنه لا يكون أبدا * وأخرج وكيع عن المبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقرؤها يكاد البرق يخطف أبصارهم * قوله تعالى (يا أيها الناس) الآية * أخرج البزار والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال ما كان يا أيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة وما كان يا أيها الناس فبمكة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال قرأنا المفصل ونحن 7 حججا بمكة ليس فيها يا أيها الذين آمنوا * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس وابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير عن علقمة قال كل شئ في القرآن يا أيها الناس فهو مكي وكل شئ في القرآن يا أيها الذين آمنوا فهو مدني * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه وعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك مثله * وأخرج أبو عبيد عن ميمون بن مهران قال ما كان في القرآن يا أيها الناس ويا بني آدم فإنه مكي وما كان يا أيها الذين آمنوا فإنه مدني * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن عروة قال ما كان يا أيها الناس بمكة وما كان يا أيها الذين آمنوا بالمدينة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن عروة قال ما كان من حج أو فريضة فإنه نزل بالمدينة أو حج أو جهاد فإنه نزل بالمدينة وما كان من ذكر الأمم والقرون وضرب الأمثال فإنه نزل بمكة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال كل سورة فيها يا أيها الذين آمنوا فهي مدنية * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يا أيها الناس فهي للفريقين جميعا من الكفار والمؤمنين اعبدوا قال وحدوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله الذي خلقكم والذين من قبلكم يقول خلقكم وخلق الذين من قبلكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قوله لعلكم يعنى كي غير آية في الشعراء لعلكم تخلدون يعنى كأنكم تخلدون * وأخرج ابن
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست