الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٧٠
تولوا * وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن ميسرة قال من عمل بهذه الآية فقد استكمل الايمان ليس البر الآية * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر ما ثبت في القلوب من طاعة الله * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءتنا مكان ليس البر ان تولوا ولا تحسبن ان البر * قوله تعالى (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين) * أخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب انهم بينما هم جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يمشى حسن الشعر عليه ثياب بياض فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر ثم قال يا رسول الله آتيك قال نعم فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه فقال ما الاسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال فما الايمان قال أن تؤمن بالله وملائكته ولفظ ابن مردويه أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله قال فما الاحسان قال إن تعمل لله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك قال فمتى الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فما أشراطها قال إذا العراة الحفاة العالة رعاة الشاء تطاولوا في البنيان وولدت الإماء أربابهن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجل فطلبوه فلم يروا شيئا فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال يا ابن الخطاب أتدري من السائل عن كذا وكذا قال الله ورسوله أعلم قال ذاك جبريل جاءكم ليعلمكم دينكم * وأخرج أحمد والبزار عن ابن عباس قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فاتاه جبريل فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا كفيه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله حدثني عن الاسلام قال الاسلام ان تسلم وجهك لله عز وجل وأن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال يا رسول الله حدثني عن الايمان قال الايمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان وتؤمن بالقدر كله خيره وشره قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال يا رسول الله حدثني ما الاحسان قال الاحسان ان تعمل لله كأنك تراه فان لا تراه فإنه يراك * وأخرج البزار عن أنس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر يتخلل الناس حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده على ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ما الاسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت ان استطعت إليه سبيلا قال فإذا فعلت ذلك فانا مؤمن قال نعم قال صدقت قال يا محمد ما الاحسان قال إن تخشى الله كأنك تراه فان لم تره فإنه يراك قال فإذا فعلت ذلك فانا محسن قال نعم قال صدقت قال يا محمد متى الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وأدبر الرجل فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على بالرجل فاتبعوه يطلبوه فلم يروا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك جبريل جاءكم ليعلمكم دينكم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وأبي ذر قالا انا لجلوس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في مجلسه محتب إذ أقبل رجل من أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا وأنقى الناس ثوبا فقال يا محمد ما الاسلام قال إن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان قال فإذا فعلت هذا فقد أسلمت قال نعم قال صدقت فقال يا محمد أخبرني ما الايمان قال الايمان بالله وملائكته والكتاب والنبيين وتؤمن بالقدر كله قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال نعم قال صدقت * وأخرج أحمد والنسائي عن معاوية بن حيدة قال قلت يا رسول الله ما الذي بعثك الله به قال بعثني الله بالاسلام قلت وما الاسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة * قوله تعالى (وآتى المال على حبه) أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وآتى المال يعنى أعطى المال على حبه يعنى على حب المال * وأخرج ابن المبارك في الزهد ووكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن مسعود وآتى المال
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست