الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٧٤
ولكن الله حجز عباده بها بعضهم عن بعض وما أمر الله بأمر قط الا وهو أمر صلاح في الدنيا والآخرة وما نهى الله عن أمر قط الا هو أمر فساد والله أعلم بالذي يصلح خلقه * وأخرج ابن جرير عن السدى في القصاص حياة قال بقاء لا يقتل القاتل الا بجناية * وأخرج سفيان بن عيينة عن مجاهد في قوله ولكم في القصاص حياة قال يناهي بعضهم عن بعض * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب يعنى من كان له لب أو عقل يذكر القصاص فيحجزه خوف القصاص عن القتل لعلكم تتقون لكي تتقوا الدماء مخافة القصاص * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء انه قرأ ولكم في القصاص حياة قال قصص القرآن * وأخرج آدم والبيهقي في سننه عن أبي العالية فمن اعتدى قتل بعد أخذه الدية ذلك تخفيف من ربكم ورحمة يقول حين أعطيتم الدية ولم تحل لأهل التوراة انما هو قصاص أو عفو وكان أهل الإنجيل انما هو عفو ليس غيره فجعل الله لهذه الأمة القود والدية والعفو ولكم في القصاص حياة يقول جعل الله القصاص حياة فكم من رجل يريد أن يقتل فيمنعه منه مخافة ان يقتل * قوله تعالى (كتب عليكم إذا حضر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان ترك خيرا قال مالا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ان ترك خيرا قال الخير المال * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال الخير في القرآن كله المال ان ترك خيرا لحب الخير أحببت الخير ان علمتم فيه خيرا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله ان ترك خيرا الوصية قال من لم يترك ستين دينارا لم يترك خيرا * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن عروة ان علي بن أبي طالب دخل على مولى لهم في الموت وله سبعمائة درهم أو ستمائة درهم فقال ألا أوصى قال لا انما قال الله ان ترك خيرا وليس لك كثير مال فدع مالك لورثتك * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي عن عائشة ان رجلا قال لها انى أريد أن أوصى قالت كم مالك قال ثلاثة آلاف قالت كم عيالك قال أربعة قالت قال الله ان ترك خيرا وهذا شئ يسير فاتركه لعيالك فهو أفضل * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي عن ابن عباس قال إن ترك الميت سبعمائة درهم فلا يوصى * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز قال الوصية على من ترك خيرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الزهري قال جعل الله الوصية حقا مما قل منه ومما كثر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما حق امرئ مسلم تمر عليه ثلاث ليال الا ووصيته عنده قال ابن عمر فما مرت على ثلاث قط الا ووصيتي عندي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال قال رسول الله صلى عليه وسلم أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من ربكم الا انه ليس لامرئ شئ الا عرف أمر أبخل بحق الله فيه حتى إذا حضره الموت أخذ يدعدع ماله ههنا وههنا ثم يقول قتادة ويلك يا ابن آدم اتق الله ولا تجمع إساءتين مالك إساءة في الحياة وإساءة عند الموت انظر إلى قرابتك الذين يحتاجون ولا يرثون فأوص لهم من مالك بالمعروف * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر قاضى البصرة قال من أوصى فسمى أعطينا من سمى وان قال ضعها حيث أمر الله أعطيناها قرابته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن طاوس قال من أوصى لقوم وسماهم وترك ذوي قرابته محتاجين انتزعت منهم وردت على قرابته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن قال إذا أوصى في غير أقاربه بالثلث جاز لهم ثلث الثلث ويرد على أقاربه ثلثي الثلث * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود في الناسخ وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن محمد بن سيرين قال خطب ابن عباس فقرأ سورة البقرة فبين ما فيها حتى مر على هذه الآية ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين فقال نسخت هذه الآية * وأخرج أبو داود والنحاس معا في الناسخ وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الوصية للوالدين والأقربين قال كان ولد الرجل يورثونه وللوالدين والأقربين قال كان الوصية لهما فنسختها للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان لا يرث مع الوالدين غيرهما الا وصية الأقربين فأنزل الله آية الميراث فبين ميراث الوالدين وأقر وصية الأقربين في ثلث مال
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست