الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٥٧
أبى الدنيا في العزاء عن سعيد بن المسيب رفعه من استرجع بعد أربعين سنة أعطاه الله ثواب مصيبته يوم أصيبها * وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب قال ما من رجل تصيبه مصيبة فيذكرها بعد أربعين سنة فيسترجع الا أجرى الله له أجرها تلك الساعة كما أنه لو استرجع يوم أصيب * وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن أم سلمة قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سررت به قال لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا فعل ذلك به قالت أم سلمة فحفظت ذلك منه فلما توفى أبو سلمة استرجعت فقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منه ثم رجعت إلى نفسي وقلت من أين لي خير من أبى سلمة فأبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج مسلم عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا أجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها قالت فلما توفى أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للموت فزعا فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل انا لله وانا إليه راجعون وانا إلى ربنا لمنقلبون * وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن أبي بكر بن أبي مريم سمعت أشياخنا يقولون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل المصيبة لتنزل بهم فيجزعون 7 وتسور عنهم فيمر بها مار من الناس فيقول انا لله وانا إليه راجعون فيكون فيها أعظم أجرا من أهلها * وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن أبي امامة قال انقطع قبال النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع فقالوا مصيبة يا رسول الله فقال ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة * وأخرج البزار بسند ضعيف والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع فإنها من المصائب * وأخرج البزار بسند ضعيف عن شداد بن أوس مرفوعا مثله * وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن شهر بن حوشب رفعه قال من انقطع شسعه فليقل انا لله وانا إليه راجعون فإنها مصيبة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عوف بن عبد الله قال كان ابن مسعود يمشى فانقطع شسعه فاسترجع فقيل يسترجع على مثل هذا قال مصيبة * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وهناد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب انه انقطع شسعه فقال انا لله وانا إليه راجعون فقيل له مالك فقال انقطع شسعي فساءني وما ساءك فهو لك مصيبة * واخرج ابن أبي الدنيا في الامل والديلمي عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا اتخذ قبالا من حديد فقال أما أنت فقد أطلت الامل ان أحدكم إذا انقطع شسعه فقال انا لله وانا إليه راجعون كان عليه من ربه الصلاة والهدى والرحمة وذلك خير له من الدنيا * واخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العزاء عن عكرمة قال طفئ سراج النبي صلى الله عليه وسلم فقال انا لله وانا إليه راجعون فقيل يا رسول الله أمصيبة هي قال نعم وكل ما يؤذى المؤمن فهو مصيبة له وأجر * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد العزيز بن أبي رواد قال بلغني أن المصباح طفئ فاسترجع النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ما ساءك مصيبة * وأخرج الطبراني وسمويه في فوائده عن أبي أمامة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع شسع النبي صلى الله عليه وسلم فقال انا لله وانا إليه راجعون فقال له رجل هذا الشسع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها مصيبة * وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي إدريس الخولاني قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يمشى هو وأصحابه إذ انقطع شسعه فقال انا لله وانا إليه راجعون قال ومصيبة هذه قال نعم كل شئ ساء المؤمن فهو مصيبة * وأخرج الديلمي عن عائشة قالت أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لدغته شوكة في إبهامه فجعل يسترجع منها ويمسحها فلما سمعت استرجاعه دنوت منه فنظرت فإذا أثر حقير فضحكت فقلت يا رسول الله بأبي
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست