الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٥٦
بشئ من الخوف والجوع) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولنبلونكم الآية قال أخبر الله المؤمنين ان الدنيا دار بلاء وانه مبتليهم فيها وأمرهم بالصبر وبشرهم فقال وبشر الصابرين وأخبر ان المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله والرحمة وتحقيق سبل الهدى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء في قوله ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع قال هم أصحاب محمد عليه السلام * وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن جويبر قال كتب رجل إلى الضحاك يسأله عن هذه الآية انا لله وانا إليه راجعون أخاصة هي أم عامة فقال هي لمن أخذ بالتقوى وأدى الفرائض * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولنبلونكم قال ولنبتلينكم يعنى المؤمنين وبشر الصابرين قال على أمر الله في المصائب يعنى بشرهم بالجنة أولئك عليهم يعنى على من صبر على أمر الله عند المصيبة صلوات الله يعنى مغفرة من ربهم ورحمة يعنى رحمة لهم وأمنة من العذاب وأولئك هم المهتدون يعنى من المهتدين بالاسترجاع عند المصيبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن رجاء بن حياة في قوله ونقص من الثمرات قال يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة فيه الا تمرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق رجاء بن حياة عن كعب مثله * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم ان يقولوا عند المصيبة انا لله وانا إليه راجعون * وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن جبير قال لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئا لم تعطه الأنبياء قبلهم ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول يا أسفي على يوسف انا لله وانا إليه راجعون لفظ البيهقي قال لم يعط أحد من الأمم الاسترجاع غير هذه الأمة اما سمعت قول يعقوب يا أسفي على يوسف * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون قال من استطاع ان يستوجب لله في مصيبته ثلاثا الصلاة والرحمة والهدى فليفعل ولا قوة الا بالله فإنه من استوجب على الله حقا بحق أحقه الله ووجد الله وفيا * وأخرج وكيع وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في كتاب العزاء وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب قال نعم العدلان ونعم العلاوة الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة نعم العدلان وأولئك هم المهتدون نعم العلاوة * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمر وقال أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة من كان عصمة أمره لا إله إلا الله وإذا اصابته مصيبة قال انا لله وانا إليه راجعون وإذا أعطي شيئا قال الحمد لله وإذا أذنب ذنبا قال استغفر الله * وأخرج ابن أبى الدنيا في العزاء عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض * وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن يونس بن يزيد قال سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ما منتهى الصبر قال يكون نقمة 7 تصيب المصيبة مثله قبل ان تصيبه * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الاعتبار عن عمر بن عبد العزيز ان سليمان بن عبد الملك قال له عند موت ابنه أيصبر المؤمن حتى لا يجد لمصيبته ألما قال يا أمير المؤمنين لا يستوي عندك ما تحب وما تكره ولكن الصبر معول المؤمن * وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وان طال عهدها فيحدث لذلك استرجاعا الا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب * وأخرج سعيد بن منصور والعقيلي في الضعفاء من حديث عائشة مثله * وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نعمة وان تقادم عهدها فيجدد لها العبد الحمد الا جدد الله له ثوابها وما من مصيبة وان تقادم عهدها فيجدد لها العبد الاسترجاع الا جدد الله له ثوابها وأجرها * وأخرج ابن
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست