الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٧٢
عدى والدارقطني وابن مردويه عن فاطمة بنت قيس قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المال حق سوى الزكاة ثم قرأ ليس البر أن تولوا وجوهكم الآية * وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل في المال حق بعد الزكاة قال نعم تحمل على 3 التحبية * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي انه سئل هل على الرجل في ماله حق سوى الزكاة قال نعم وتلا هذه الآية وآتى المال على حبه ذوي القربى إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد عن ربيعة بن كلثوم قال حدثني أبى قال لي مسلم بن يسار ان الصلاة صلاتان وان الزكاة زكاتان والله انه لفي كتاب الله أقرأ عليك به قرآنا قلت له اقرأ قال فان الله يقول في كتابه ليس البر أن تولوا وجوهكم إلى قوله وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فهذا وما دونه تطوع كله وأقام الصلاة على الفريضة وآتى الزكاة فهاتان فريضتان * قوله تعالى (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله والموفون بعهدهم إذا عاهدوا قال فمن اعطى عهد الله ثم نقضه فالله ينتقم منه ومن أعطى ذمة النبي صلى الله عليه وسلم ثم غدر بها فالنبي صلى الله عليه وسلم خصمه يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والموفون بعهدهم إذا عاهدوا يعنى فيما بينهم وبين الناس * قوله تعالى (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس) * أخرج وكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن مسعود في الآية قال البأساء والضراء السقم وحين الباس حين القتال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كنا نحدث ان البأساء البؤس والفقر وان الضراء السقم والوجع وحين الباس عند مواطن القتال * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن البأساء والضراء قال البأساء الخصب والضراء الجدب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول زيد بن عمرو ان الاله عزيز واسع حكم * بكفه الضر والبأساء والنعم * قوله تعالى (أولئك الذين صدقوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله أولئك يعنى الذين فعلوا ما ذكر الله في هذه الآية هم الذين صدقوا * وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله أولئك الذين صدقوا قال تكلموا بكلام الايمان فكانت حقيقته العمل صدقوا الله قال وكان الحسن يقول هذا كلام الايمان وحقيقة لعمل فان لم يكن مع القول عمل فلا شئ * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي عامر الأشعري قال قلت يا رسول الله ما تمام البر قال تعمل في السر عمل العلانية * وأخرج ابن عساكر عن إبراهيم بن أبي شيبان قال سألت زيد بن رفيع فقلت يا أبا جعفر ما تقول في الخوارج في تكفيرهم الناس قال كذبوا بقول الله عز وجل ليس البر أن تولوا وجوهكم الآية فمن آمن بهن فهو مؤمن ومن كفر بهن فهو كافر * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص) * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال إن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الاسلام بقليل فكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدة والأموال فحلفوا ان لا يرضوا حتى العبد منا بالحر منهم وبالمرأة منا الرجل منهم فنزل فيهم يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى وذلك انهم كانوا لا يقتلون الرجل بالمرأة ولكن يقتلون لرجل بالرجل والمرأة بالمرأة فأنزل الله النفس بالنفس فجعل الأحرار في القصاص سواء فيما بينهم في العمل رجالهم ونساؤهم في النفس وما دون النفس وجعل العبيد مستوين في العمد النفس وما دون النفس رجالهم ونساؤهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الشعبي قال نزلت هذه الآية في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلنا قتال عمية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقتل بعبدنا فلان بن فلان وتقتل بأمتنا فلانة بنت فلانة فأنزل الله الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي مالك قال كان بين حيين من الأنصار قتال كان لأحدهما على الآخر الطول فكأنهم طلبوا الفضل فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم فنزلت هذه الآية الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى قال ابن عباس نسختها النفس بالنفس * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال لم يكن لمن كان قبلنا دية انما هو القتل والعفو فنزلت هذه الآية في قوم كانوا أكثر من غيرهم
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست