الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٣٧
والعرض والحساب ببيت المقدس * وأخرج ابن مردويه والإصبهاني في الترغيب والديلمي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة البيت الحرام إلى قبري فتقول السلام عليك يا محمد فأقول وعليك السلام يا بيت الله ما صنع بك أمتي بعدي فتقول يا محمد من أتاني فانا أكفيه وأكون له شفيعا ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعا * وأخرج الأزرقي عن أبي اسحق قال بنى إبراهيم عليه السلام البيت وجعل طوله في السماء تسعة أذرع وعرضه في الأرض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الأسود إلى الركن الشامي الذي عند الحجر من وجهه وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الذي فيه الحجر اثنين وعشرين ذراعا وجعل طول ظهرها من الركن الغربي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا قال فلذلك سميت الكعبة لأنها على خلقة الكعب قال وكذلك سنن أساس آدم وجعل لها علقا فارسيا وكساها كسوة تامة ونحر عندها وجعل إبراهيم عليه السلام الحجر إلى جنب البيت عريشا من أراك تقتحمه العنز فكان زربا لغنم إسماعيل وحفر إبراهيم جبا في بطن البيت على يمين من دخله يكون خزانة للبيت يلقى فيه ما يهدى للكعبة وكان الله استودع الركن أبا قبيس حين أغرق الله الأرض زمن نوح وقال إذا رأيت خليلي يبنى بيتي فأخرجه له فجاء به جبريل فوضعه في مكانه وبنى عليه إبراهيم وهو حينئذ يتلألأ نورا من شدة بياضه وكان نوره يضئ إلى منتهى أنصاف الحرم من كل ناحية قال وانما شدة سواده لأنه أصابه الحريق مرة بعد مرة في الجاهلية والاسلام * وأخرج مالك والشافعي والبخاري ومسلم والنسائي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألم ترى إلى قومك حين بنوا الكعبة أقصروا عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم قال لولا حدثان قومك بالكفر فقال ابن عمر ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر الا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم * وأخرج الأزرقي عن ابن جريج قال كان ابن الزبير بنى الكعبة من الذرع على ما بناها إبراهيم عليه السلام قال وهي مكعبة على خلقة الكعب ولذلك سميت الكعبة قال ولم يكن إبراهيم سقف الكعبة ولا بناها بمدر وانما رضمها رضما * وأخرج الأزرقي عن أبي المرتفع قال كنا مع ابن الزبير في الحجر فأول حجر من المنجنيق وقع في الكعبة سمعنا لها أنينا كأنين المريض آه آه * وأخرج الجندي عن مجاهد قال رأيت الكعبة في النوم وهي تكلم النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقول لئن لم تنته أمتك يا محمد عن المعاصي لانتفض حتى يصير كل حجر منى في مكان * وأخرج الجندي عن وهيب بن الورد قال كنت أطوف أنا وسفيان بن سعيد الثوري ليلا فانقلب سفيان وبقيت في الطواف فدخلت الحجر فصليت تحت الميزاب فبينا أنا ساجد إذ سمعت كلاما بين أستار الكعبة والحجارة وهي تقول يا جبريل أشكو إلى الله ثم إليك ما يفعل هؤلاء الطائفون حولي تفكههم في الحديث ولغطهم وشؤمهم قال وهيب فأولت ان البيت يشكو إلى جبريل عليه السلام * قوله تعالى (ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم) * أخرج الدارقطني عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا انك أنت السميع العليم * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش انه قرأ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا * قوله تعالى (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) * أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الكريم في قوله تعالى ربنا واجعلنا مسلمين قال مخلصين * وأخرج ابن أبي حاتم عن سلام بن أبي مطيع في هذه الآية قال كانا مسلمين ولكن سألاه الثبات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن ذريتنا أمة مسلمة لك يعنيان العرب * قوله تعالى (وأرنا مناسكنا) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والأزرقي عن مجاهد قال قال إبراهيم عليه السلام رب أرنا مناسكنا فاتاه جبريل فأتى به البيت فقال ارفع القواعد فرفع القواعد وأتم البنيان ثم أخذ بيده فأخرجه فانطلق به إلى الصفا قال هذا من شعائر الله ثم انطلق به إلى المروة فقال وهذا من شعائر الله ثم انطلق به نحو منى فلما كان من العقبة إذا إبليس قائم عند الشجرة فقال كبر وارمه فكبر ورماه ثم انطلق إبليس فقام عند الجمرة الوسطى فلما حاذى به جبريل وإبراهيم قال له كبر وارمه فكبر ورماه فذهب إبليس حتى أتى الجمرة القصوى
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست