الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٤٥
نوادر الأصول عن أنس قال مروا بجنازة فأثنى عليه خير فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثنى عليها بشر فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت فسأله عمر فقال من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض زاد الحكيم الترمذي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي عن عمر انه مرت به جنازة فأثنى على صاحبها خير فقال وجبت وجبت ثم مر بأخرى فأثنى شر فقال عمر وجبت فقال أبو الأسود وما وجبت قال قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة فقلنا وثلاثة فقال وثلاثة فقلنا واثنان فقال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد * وأخرج أحمد وابن ماجة والطبراني والبغوي والحاكم في الكنى والدارقطني في الافراد والحاكم في المستدرك والبيهقي في سننه عن أبي زهير الثقفي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبناوة يقول يوشك ان تعلموا خياركم من شراركم قالوا لم يا رسول الله قال بالثناء الحسن والثناء السئ أنتم شهداء الله في الأرض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة يصلى عليها فقال الناس نعم الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت وأتى بجنازة أخرى فقال الناس بئس الرجل فقال وجبت قال أبى بن كعب ما قولك فقال قال الله تعالى لتكونوا شهداء على الناس * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يموت فتشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين انهم لا يعلمون منه الا خيرا الا قال الله قد قبلت شهادتكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير والطبراني عن سلمة بن الأكوع قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل من الأنصار فأثنى عليها خير فقال وجبت ثم مر عليه بجنازة أخرى فأثنى عليها دون ذلك فقال وجبت فقال يا رسول الله وما وجبت قال الملائكة شهود الله في السماء وأنتم شهود الله في الأرض * وأخرج الخطيب في تاريخه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان اللهم لا نعلم الا خيرا الا قال الله للملائكة اشهدوا انى قد قبلت شهادتهما وغفرت مالا يعلمان * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن كعب قال أعطيت هذه الأمة ثلاث خصال لم يعطها الا الأنبياء كان النبي يقال له بلغ ولا حرج وأنت شهيد على قومك وادع أجبك وقال لهذه الأمة ما جعل عليكم في الدين من حرج وقال لتكونوا شهداء على الناس وقال ادعوني أستجب لكم * وأخرج ابن جرير عن زيد ابن أسلم ان الأمم يقولون يوم القيامة والله لقد كادت هذه الأمة ان يكونوا أنبياء كلهم لما يرون أعطاهم * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير عن حبان بن أبي جبلة يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جمع الله عباده يوم القيامة كان أول من يدعى إسرافيل فيقول له ربه ما فعلت في عهدي هل بلغت عهدي فيقول نعم رب قد بلغته جبريل فيدعى جبريل فيقال هل بلغك إسرافيل عهدي فيقول نعم فيخلى عن إسرافيل ويقول لجبريل هل بلغت عهدي فيقول نعم قد بلغت الرسل فتدعى الرسل فيقال لهم هل بلغكم جبريل عهدي فيقولون نعم فيخلى جبريل ثم يقال للرسل هل بلغتم عهدي فيقولون نعم بلغناه الأمم فتدعى الأمم فيقال لهم هل بلغتكم الرسل عهدي فمنهم المكذب ومنهم المصدق فتقول الرسل ان لنا عليهم شهداء فيقول من فيقولون أمة محمد فيدعى أمة محمد فيقال لهم أتشهدون ان الرسل قد بلغت الأمم فيقولون نعم فتقول الأمم يا ربنا كيف يشهد علينا من لم يدركنا فيقول الله كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم فيقولون يا ربنا أرسلت إلينا رسولا وأنزلت علينا كتابا وقصصت علينا فيه ان قد بلغوا فنشهد بما عهدت إلينا فيقول الرب صدقوا فذلك قوله وكذلك جعلناكم أمة وسطا والوسط العدل لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهدا * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبى العالية عن أبي بن كعب في الآية قال لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة كانوا شهداء على نوح وعلى قوم هود وعلى قوم صالح وعلى قوم شعيب وعندهم ان رسلهم بلغتهم وانهم كذبوا رسلهم قال أبو العالية وهي في قراءة أبى
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست