الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١١٧
حمراء فاخذ منها ثم رجع إلى أهله فقالوا ما هذا قال حنطة حمراء ففتحوها فوجدوها حنطة حمراء فكان إذا زرع منها شئ خرج سنبله من أصلها إلى فرعها حبا متراكبا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن سلمان قال أرسل على إبراهيم عليه السلام أسدان مجوعان فنسخاه وسجدا له * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أرسل إلى ربى ان أقرأ القرآن على حرف فرددت عليه يا رب هون على أمتي فرد على الثانية أن اقرأ على حرفين قلت يا رب هون على أمتي فرد على الثالثة أن اقرأ على سبعة أحرف ولك بكل ردة وردة مسألة فسلنيها فقلت اللهم اغفر لامتي اللهم اغفر لامتي وأخرت الثالثة إلى يوم يرغب إلى فيه الخلائق حتى إبراهيم * وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن كعب قال كان إبراهيم عليه السلام يقرى الضيف ويرحم المسكين وابن السبيل فأبطأت عليه الأضياف حتى اشرأب بذلك فخرج إلى الطريق يطلب فجلس فمر ملك الموت عليه السلام في صورة رجل فسلم عليه فرد عليه السلام ثم سأله من أنت قال أنا ابن السبيل قال انما قعدت ههنا لمثلك فاخذ بيده فقال له انطلق فذهب إلى منزله فلما رآه اسحق عرفه فبكى اسحق فلما رأت سارة اسحق يبكى بكت لبكائه فلما رأى إبراهيم سارة تبكي فبكى لبكائها فلما رأى ملك الموت إبراهيم يبكى بكى لبكائه ثم صعد ملك الموت فلما ارتقى غضب إبراهيم فقال بكيتم في وجه ضيفي حتى ذهب فقال اسحق لا تلمني يا أبت فإني رأيت ملك الموت معك لا أرى اجلك الا قد حضر فارث في أهلك أي أوصه وكان لإبراهيم بيت يتعبد فيه فإذا خرج أغلقه لا يدخله غيره فجاء إبراهيم ففتح بيته الذي يتعبد فيه فإذا هو برجل جالس فقال إبراهيم من أدخلك باذن من دخلت قال باذن رب البيت قال رب البيت أحق به ثم تنحى في ناحية البيت فصلى ودعا كما كان يصنع وصعد ملك الموت فقيل له ما رأيت قال يا رب جئتك من عند عبدك ليس بعده في الأرض خير قيل له ما رأيت منه قال ما ترك خلقا من خلقك الا قد دعا له بخير في دينه وفي معيشته ثم مكث إبراهيم عليه السلام ما شاء الله ثم جاء ففتح بابه فإذا هو برجل جالس قال له من أنت قال انما أنا ملك قال إبراهيم ان كنت صادقا فأرني آية أعرف انك ملك الموت قال أعرض بوجهك يا إبراهيم قال ثم أقبل فأراه الصورة التي يقبض بها المؤمنين فرأى شيئا من النور والبهاء لا يعلمه الا الله ثم قال انظر فأراه الصورة التي يقبض فيها الكفار والفجار فرعب إبراهيم عليه السلام رعبا حتى ألصق بطنه بالأرض وكادت نفس إبراهيم تخرج فقال اعرف فانظر الذي أموت به فامض له فصعد ملك الموت فقيل له تلطف بإبراهيم فاتاه وهو في عنب له وهو في صورة شيخ كبير لم يبق منه شئ فلما رآه إبراهيم رحمه فاخذ مكتلا ثم دخل عنبه فقطف من العنب في مكتله ثم جاء فوضعه بين يديه فقال كل فجعل يضع ويريه انه يأكل ويمجه على لحيته وعلى صدره فعجب إبراهيم فقال ما أبقت السن منك شيئا كم أتى لك فحسب مدة إبراهيم فقال امالي كذا وكذا فقال إبراهيم قد أتى لي هذا وانما انتظر ان أكون مثلك اللهم اقبضني إليك فطابت نفس إبراهيم عن نفسه وقبض ملك الموت نفسه تلك الحال * وأخرج الحاكم عن الواقدي قال ولد إبراهيم بغوطة دمشق في قرية يقال لها برزة من جبل يقال له قاسيون * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي السكن الهجري قال مات خليل الله فجأة ومات داود فجأة ومات سليمان بن داود فجأة والصالحون وهو تخفيف على المؤمن وتشديد على الكافر * وأخرج 7 ان ملك الموت جاء إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال إبراهيم يا ملك الموت هل رأيت خليلا يقبض روح خليله فعرج ملك الموت إلى ربه فقال قل له هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله فرجع قال فاقبض روحي الساعة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال كان الله يبعث ملك الموت إلى الأنبياء عيانا فبعثه إلى إبراهيم عليه السلام ليقبضه فدخل دار إبراهيم في صورة رجل شاب جميل وكان إبراهيم غيورا فلما دخل عليه حملته على أن قال له يا عبد الله ما أدخلك داري قال أدخلنيها ربها فعرف إبراهيم ان هذا الامر حدث قال يا إبراهيم انى أمرت بقبض روحك قال أمهلني يا ملك الموت حتى يدخل اسحق فأمهله فلما دخل اسحق قام إليه فاعتنق كل واحد منهما صاحبه فرق لهما ملك الموت فرجع إلى ربه فقال يا رب رأيت خليلك جزع من الموت قال يا ملك الموت فائت خليلي في منامه فاقبضه فاتاه في منامه فقبضه * وأخرج أحمد في الزهد والمروزي في الجنائز عن ابن أبي مليكة ان إبراهيم لما لقى الله قيل له كيف
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست