التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٢٣
في غزوة بني المصطلق قبل الآية الأخرى بمدة * (لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) * أي لا تشغلكم وذكر الله هنا على العموم في الصلاة والدعاء والعبادة وقيل يعني الصلاة المكتوبة والعموم أولى " وأنفقوا مما رزقناكم " عموم في الزكاة وصدقة التطوع والنفقة في الجهاد وغير ذلك وقيل يعني الزكاة المفروضة والعموم أولى * (وأكن من الصالحين) * بالجزم عطف على موضع جواب الشرط وقرأ أبو عمرو فأكون بالنصب عطف علي فأصدق سورة التغابن * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) * في تأويل الآية وجهان أحدهما الذي خلقكم فكان يجب على كل واحد منكم الإيمان به لكن منكم من كفر ومنكم من آمن فالكفر والأيمان على هذا هو من اكتساب العبد والآخر أن المعنى هو الذي خلقكم على صنفين فمنكم من خلقه مؤمنا ومنكم من خلقه كافرا فالأيمان والكفر على هذا هو ما قضى الله على كل واحد والأول أظهر لأنه عطفه على خلقكم بالفاء يقتضي أن الكفر والإيمان واقعان بعد الخلقة لافي أصل الخلقة * (خلق السماوات والأرض بالحق) * ذكر معناه في مواضع * (وصوركم فأحسن صوركم) * تعديد نعمة في حسن خلقة بني آدم لأنهم أحسن صورة من جميع أنواع الحيوان وإن وجد بعض الناس قبيح المنظر فلا يخرجه ذلك عن حسن الصور الإنسانية وإنما هو قبيح بالنظر إلى من هو أحسن منه من الناس وقيل يعني العقل والإدراك الذي خص به الإنسان والأول أرجح لأن الصورة إنما تطلق على الشكل * (ألم يأتكم) * خطاب لقريش وسائر الكفار
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»