والأميين هم العرب وقد ذكر معنى الأمي في الأعراف * (وآخرين منهم) * عطفا على الأميين وأراد بهؤلاء فارس وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآخرون فأخذ بيد سلمان الفارسي وقال لو كان العلم بالثريا لناله رجال من هؤلاء يعني فارس وقيل هم الروم ومنهم على هذين القولين يريد به في البشرية وفي الدين لا في النسب وقيل هم أهل اليمن وقيل التابعون وقيل هم سائر المسلمين والأول أرجح لوروده في الحديث الصحيح * (لما يلحقوا بهم) * أي لم يلحقوا بهم لنفي وسيلحقون وذلك أن لما الذكر الماضي القريب من الحال * (ذلك فضل الله) * إشارة إلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهداية الناس به * (مثل الذين حملوا التوراة) * يعني اليهود ومعنى حملوا التوراة كلفوا العمل بها والقيام بأوامرها ونواهيها " ولم يحملوها " لم يطيعوا أمرها ولم يعملوا بها شبههم الله بالحمار الذي يحمل الأسفار على ظهره ولم يدر ما فيها * (بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله) * يعني اليهود الذين كذبوا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم وهم الذين حملوا التوراة ولم يحملوها لأن التوراة تنطق بنبوته صلى الله عليه وسلم فكل من قرأها ولم يؤمن به فقد خالف التوراة * (فتمنوا الموت) * ذكر في البقرة * (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) * النداء للصلاة هو الأذان لها ومن في قوله من يوم الجمعة لبيان إذا وتفسير له وذكر الله يراد به الخطبة والصلاة ويتعلق بهذه الآية ثمان مسائل الأولى اختلف في الأذان للجمعة هل هو سنة كالأذان لسائر الصلوات أو واجب لظاهر الآية لأنه شرط في السعي لها أن يكون عند الأذان والسعي واجب فالأذان واجب الثانية كان الأذان للجمعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جدار المسجد وقيل على باب المسجد وقيل كان بين يديه صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر وقد كان بنو أمية يأخذون بهذا وبقي بقرطبة زمانا وهو باق في المشرق إلى الآن قال أبو محمد بن الفرس قال مالك في المجموعة إن هشام ابن عبد الملك هو الذي أحدث الأذان بين يديه قال وهذا دليل على أن الحديث في ذلك ضعيف الثالث كان الأذان للجمعة واحد ثم زاد عثمان رضي الله عنه النداء على الزوراء ليسمع الناس واختلف الفقهاء هل المستحب أن يؤذن فيها اثنان أو ثلاثة الرابعة السعي في الآية بمعنى المشي لا بمعنى الجري وقرأ عمر بن الخطاب فامضوا إلى ذكر الله وهذا تفسير للسعي فهو بخلاف السعي في قول رسول الله
(١١٩)