* (فقالوا أبشر يهدوننا) * معناه أنهم استبعدوا أن يرسل الله بشرا أو تكبروا عن اتباع بشر والبشر يقع على الواحد والجماعة * (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا) * قال عبد الله بن عمر زعم كناية عن كذب * (يوم يجمعكم) * العامل في يوم لتنبؤن أو محذوف تقديره اذكر ويحتمل أن يكون مبتدأ وخبره ذلك يوم التغابن يعني يوم القيامة والتغابن مستعار من تغابن الناس في التجارة وذلك إذا فاز السعداء بالجنة فكأنهم غبنوا الأشقياء في منازلهم التي كانوا ينزلون منها لو كانوا سعداء فالتغابن على هذا بمعنى الغبن وليس على المتعارف في صيغة تفاعل من كونه بين اثنين كقولك تضارب وتقاتل إنما هي فعل واحد كقولك تواضع قال ابن عطية وقال الزمخشري يعني نزول السعداء منازل الأشقياء ونزول الأشقياء منازل السعداء والتغابن على هذا بين اثنين قال وفيه تهكم يالأشقياء لأن نزولهم في جهنم ليس في الحقيقة بغبن للسعداء * (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله) * يحتمل أن يريد بالمصيبة الرزايا وخصها بالذكر لأنها أهم على الناس أو يريد جميع الحوادث من خير أو شر وبإذن الله عبارة عن قضائه وإرادته تعالى * (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) * قيل معناه من يؤمن بأن كل شئ بإذن الله يهد الله قلبه للتسليم والرضا بقضاء الله وهذا أحسن إلا أن العموم أحسن منه * (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) * سببها أن قوما أسلموا وأرادوا الهجرة فثبطهم أزواجهم وأولادهم عن الهجرة فحذرهم الله من طاعتهم في ذلك وقيل نزلت في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أنه أراد الجهاد فاجتمع أهله وأولاده فشكوا من فراقه فرق لهم ورجع ثم إنه ندم وهم بمعاقبتهم فنزلت الآية محذرة من فتنة الأولاد ثم صرف تعالى عن معاقبتهم بقوله وإن تعفوا وتصفحوا الآية ولفظ الآية مع ذلك على عمومه في التحذير ممن يكون للإنسان عدوا من أهله وأولاده سواء كانت عداوتهم بسبب الدين أو الدنيا * (والله عنده أجر عظيم) * ترغيب في الأخرة وتزهيد في الأموال والأولاد التي فتن الناس بها * (فاتقوا الله ما استطعتم) * قيل إن هذا ناسخ لقوله اتقوا الله
(١٢٤)