التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١١٢
ولكن البارئ والفاطر يراد بهما الذي برأ الخلق واخترعه * (المصور) * أي خالق االصور * (له الأسماء الحسنى) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة قال المؤلف قرأت القرآن على الأستاذ الصالح أبي عبد الله بن الكماد فلما بلغت إلى آخر سورة الحشر قال لي ضع يدك على رأسك فقلت له ولم ذلك قال لأني قرأت على القاضي أبي علي بن أبي الأحوص فلما انتهيت إلى خاتمة الحشر قال لي ضع يدك على رأسك وأسند الحديث إلى عبد الله بن مسعود قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتهيت إلى خاتمة الحشر قال لي ضع يدك على رأسك قلت ولم ذاك يا رسول الله فداك أبي وأمي قال أقرأني جبريل القرآن فلما انتهيت إلى خاتمة الحشر قال لي ضع يدك على رأسك يا محمد قلت ولم ذاك قال إن الله تبارك وتعالى افتتح القرآن فضرب فيه فلما انتهى إلى خاتمة سورة الحشر أمر الملائكة أن تضع أيديها على رؤوسها فقالت يا ربنا ولم ذاك قال إنه شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت سورة الممتحنة * (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) * العدو يطلق على الواحد والجماعة والمراد به هنا كفار قريش وهذه الآية نزلت بسبب حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الخروج إلى مكة عام الحديبية فورى عن ذلك بخيبر فشاع في الناس أنه خارج إلى خيبر وأخبر هو جماعة من كبار أصحابه بقصده إلى مكة منهم حاطب فكتب بذلك حاطب إلى قوم من أهل مكة فجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء فبعث علي بن أبي طالب والزبير والمقداد وقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين فانطلقوا حتى وجدوا المرأة فقالوا لها أخرجي الكتاب فقالت ما معي كتاب ففتشوا جميع رحلها فما وجدوا شيئا فقال بعضهم ما معها كتاب فقال علي بن أبي طالب ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذب الله والله لتخرجن الكتاب أو لنجردنك قالت أعرضوا عني فأخرجته من قرون رأسها وقيل أخرجته من حجزتها فجاؤوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لحاطب من كتب هذا قال أنا يا رسول الله ولكن لا تعجل علي فوالله ما فعلت ذلك ارتدادا عن ديني ولا رغبة في الكفر ولكني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها فأحببت أن تكون لي عندهم يد يرعونني بها في قرابتي فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حاطب إنه من أهل بدر وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم لا تقولوا الحاطب إلا خيرا فنزلت الآية عتابا لحاطب وزجرا عن أن يفعل أحد مثل فعله وفيها مع ذلك تشريف له لأن الله شهد له بالإيمان في قوله يا أيها الذين آمنوا * (تلقون إليهم بالمودة) * عبارة عن إيصال المودة إليهم وألقى يتعدى بحرف جر وبغير حرف جر كقوله " ألقيت عليك
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»