التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٨٠
من قبلكم * (وخضتم) * أي خلطتم وهو مستعار من الخوض في الماء ولا يقال إلا في الباطل من الكلام * (كالذي خاضوا) * تقديره كالخوض الذي خاضوا أو قيل كالذين خاضوا فالذي هنا على هذا بمعنى الجميع * (ألم يأتهم) * الآية تهديد لهم بما أصاب الأمم المتقدمة * (والمؤتفكات) * يعني مدائن قوم لوط * (بالبينات) * أي بالمعجزات * (بعضهم أولياء بعض) * في مقابلة قوله المنافقون بعضهم من بعض ولكنه خص المؤمنين بالوصف بالولاية * (جنات عدن) * قيل عدن هي مدينة الجنة وأعظمها وقال الزمخشري هو اسم علم * (ورضوان من الله أكبر) * أي رضوان من الله أكبر من كل ما ذكر وذلك معنى ما ذكر في الحديث إن الله تعالى يقول لأهل الجنة أتريدون شيئا أزيدكم فيقولون يا ربنا أي شيء تزيدنا فيقول رضواني فلا أسخط عليكم أبدا * (جاهد الكفار والمنافقين) * جهاد الكفار بالسيف وجهاد المنافقين باللسان ما لم يظهر ما يدل على كفرهم فإن ظهر منهم ذلك فحكمهم كحكم الزنديق وقد اختلف هل يقتل أم لا * (واغلظ عليهم) * الغلظة ضد الرحمة والرأفة وقد تكون بالقول والفعل وغير ذلك * (يحلفون بالله ما قالوا) * نزلت في الجلاس بن سويد فإنه قال إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقرأه عليه فحلف أنه ما قاله * (ولقد قالوا كلمة الكفر) * يعني ما تقدم من قول الجلاس لأن ذلك يقتضي التكذيب * (وكفروا بعد إسلامهم) * لم يقل بعد إيمانهم لأنهم كانوا يقولون بألسنتهم آمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم * (وهموا بما لم ينالوا) * هم الجلاس بقتل من بلغ تلك الكلمة عنه وقيل هم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم وقيل الآية نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول وكلمة الكفر التي قالها قوله سمن كلبك يأكلك وهمه بما لم يناله قوله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل * (وما نقموا إلا أن أغناهم الله) * أي ما عابوا إلا الغنى الذي كان حقه أن يشكروا عليه وذلك في الجلاس أو في عبد الله بن أبي * (فإن يتوبوا) * فتح الله لهم باب التوبة فتاب
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»