التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٨٤
اعترفوا بذنوبهم) الآية قيل إنها نزلت في أبي لبابة فعمله الصالح الجهاد وعمله السيء نصيحته لبني قريظة وقيل هو لمن تخلف عن تبوك من المؤمنين فعملهم الصالح ما سبق لهم وعملهم السيء تخلفهم عن تبوك وروي أنهم ربطوا أنفسهم إلى سواري المسجد وقالوا لا نحل أنفسنا حتى يحلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل هي عامة في الأمة إلى يوم القيامة قال بعضهم ما في القرآن آية أرجى لهذه أمة من هذه الآية * (خذ من أموالهم صدقة) * قيل نزلت في المتخلفين الذين ربطوا أنفسهم لما تاب الله عليهم قالوا يا رسول الله إنا نريد أن نتصدق بأموالنا فنزلت هذه الآية وأخذ ثلث أموالهم وقيل هي الزكاة المفروضة فالضمير على العموم لجميع المسلمين * (تطهرهم وتزكيهم بها) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم في موضع صفة لصدقة أو حال من الضمير في خذ * (وصل عليهم) * أي ادع لم * (سكن لهم) * أي تسكن به نفوسهم فهو عبارة عن صحة الاعتقاد أو عن طمأنينة نفوسهم إذا علموا ان الله تاب عليهم * (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده) * الضمير في يعلموا للتائبين من التخلف وقيل للذين تخلفوا ولم يتوبوا وقيل عام وفائدة الضمير المؤكد تخصيص الله تعالى بقبول التوبة دون غيره * (ويأخذ الصدقات) * قيل معناه يأمر بها وقيل يقبلها من عباده * (وآخرون مرجون لأمر الله) * قيل هم الثلاثة الذين خلفوا قبل أن يتوب الله عليهم وقيل هم الذين بنوا مسجدا الضرار وقرئ مرجئون بالهمز وتركه وهما لغتان ومعناه التأخير * (والذين اتخذوا مسجدا) * قرئ الذين بغير واو صفة لقوله وآخرون مرجون أو على تقديرهم الذين وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجون لأمر الله هم أهل مسجد الضرار وقرئ والذين بالواو عطف على آخرون مرجون وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجئين أنهم الثلاثة الذين خلفوا * (ضرارا وكفرا) * كانوا بنو عمرو بن عوف من الأنصار وقد بنوا مسجد قباء وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه ويصلي فيه فحسدهم على ذلك قومهم بنو غنم بن عوف وبنو سالم بن عوف فبنوا مسجدا آخر مجاورا له ليقطعوا الناس عن الصلاة في مسجد قباء وذلك هو الضرار الذي قصدوا وسألوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه ويصلي لهم فيه فنزلت عليه فيه هذه الآية * (وتفريقا بين المؤمنين) * أرادوا أن يتفرق المؤمنون عن مسجد قباء * (وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل) * أي انتظارا لمن حارب الله ورسوله وهو أبو عامر الراهب الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق وكان من أهل المدينة فلما قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهد بالكفر والنفاق ثم خرج إلى مكة
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»