من تحليل الغنائم لهم * (فيما أخذتم) * يريد به الأسرى وفداؤهم ولما نزلت الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نزل عذاب ما نجا منه غيرك يا عمر * (فكلوا مما غنمتم) * إباحة للغنائم ولفداء الأسارى * (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) * أي إن علم في قلوبكم إيمانا جبر عليكم ما أخذ منكم من الفدية قال العباس في نزلت وكان قد افتدى يوم بدر ثم أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال ما لا يقدر أن يحمله فقال قد أعطاني الله خيرا مما أخذ مني وأنا أرجو أن يغفر لي * (وإن يريدوا خيانتك) * الآية تهديدا لهم * (إن الذين آمنوا) * إلى آخر السورة مقصدها بيان منازل المهاجرين والأنصار والذين آمنوا ولم يهاجروا والذين هاجروا بعد الحديبية فبدأ أولا بالمهاجرين ثم ذكر الأنصار وهم الذين آووا ونصروا وأثبت الولاية بينهم وهي ولاية التعاون ثم نسخت بقوله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض * (وإن استنصروكم) * لما نفى الولاية بين المؤمنين والتناصر وقيل هي ولاية الميراث الذين هاجروا وبين المؤمنين الذين لم يهاجروا أمر بنصرهم إن استنصروا بالمؤمنين إلا إذا استنصروا على قوم بينهم وبين المؤمنين عهد فلا ينصرونهم عليهم * (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض) * إلا هنا مركبة من إن الشرطية ولا النافية والضمير في تفعلوه لولاية المؤمنين ومعاونتهم أو لحفظ الميثاق الذي في قوله إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق أو النصر الذي في قوله فعليكم النصر والمعنى إن لم تفعلوا ذلك تكن فتنة * (والذين آمنوا وهاجروا) * الآية ثناء على المهاجرين والأنصار ووعد لهم والرزق الكريم في الجنة * (والذين آمنوا من بعد) * يعني الذين هاجروا بعد الحديبية وبيعة الرضوان " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض " قيل هي ناسخة للتوارث بين المهاجرين والأنصار قال مالك ليست في الميراث وقال أبو حنيفة هي في الميراث وأوجب بها ميراث الخال والعمة وغيرهما من ذوي الأرحام * (في كتاب الله) * أي القرآن وقيل اللوح المحفوظ
(٦٩)