في الدنيا لما وقعوا فيه * (إلى طائفة منهم) * إنما لم يقل إليهم لأن منهم من تاب من النفاق وندم على التخلف * (لن تخرجوا معي أبدا) * عقوبة لهم فيها خزي وتوبيخ * (أول مرة) * يعني في غزوة تبوك * (فاقعدوا مع الخالفين) * أي مع القاعدين وهم النساء والصبيان * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) * نزلت في شأن عبد الله بن أبي بن سلول وصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه حين مات وروي أنه صلى عليه فنزلت الآية وروي أنه صلى الله عليه وسلم لما تقدم ليصلي عليه جاءه جبريل فجبذ ثوبه وتلا عليه ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه * (وإذا أنزلت سورة) * قيل يعني براءة والأرجح أنه على الإطلاق * (إن آمنوا) * أن هنا مفسرة " استأذنك أولو الطول منهم " أي أولوا الغنى والمال الكثير * (لكن الرسول) * الآية أي إن تخلف هؤلاء فقد جاهد الرسول ومن معه * (الخيرات) * تعم منافع الدارين وقيل هي الحور العين لقوله خيرات حسان * (وجاء المعذرون) * هم المعتذرون ثم أدغمت التاء في الذال ونقلت حركتها إلى العين واختلف هل كانوا في اعتذارهم صادقين أو كاذبين وقيل هم المقصرون من عذر في الأمر إذا قصر فيه ولم يجد فوزنه على هذا المفعلون وروي أنها نزلت في قوم من غفار * (وقعد الذين كذبوا الله ورسوله) * هم قوم لم يجاهدوا ولم يعتذروا عن تخلفهم فكذبوا في دعواهم الإيمان * (سيصيب الذين كفروا منهم) * أي من المعذرين * (ليس على الضعفاء ولا على المرضى) * هذا رفع للحرج عن أهل الأعذار الصحيحة من ضعف البدن والفقر إذا تركوا الغزو وقيل إن الضعفاء هنا هم النساء والصبيان وهذا بعيد * (ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون) * قيل نزلت في بني مقرن وهم ستة إخوة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وقيل في عبد الله بن مغفل المزني * (إذا نصحوا لله) * يعني بنياتهم وأقوالهم وإن لم يخرجوا
(٨٢)