التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٩١
تنصل من الافتراء على الله وبيان لبراءته صلى الله عليه وسلم مما نسبوه إليه من الكذب وإشارة إلى كذبهم على الله في نسبة الشركاء له * (أو كذب بآياته) * بيان لظلمهم في تكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم * (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم) * الضمير في يعبدون لكفار العرب وما لا يضرهم ولا ينفعهم هي الأصنام * (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) * كانوا يزعمون أن الأصنام تشفع لهم " قل أتنبؤن الله بما لا يعلم " رد عليهم في قولهم بشفاعة الأصنام والمعنى أن شفاعة الأصنام ليست بمعلومة لله الذي هو عالم بما في السماوات والأرض وكل ما ليس بمعلوم لله فهو عدم محض ليس بشيء فقوله أتنبئون الله تقرير لهم على وجه التوبيخ والتهكم أي كيف تعلمون الله بما لا يعلم * (وما كان الناس إلا أمة واحدة) * تقدم في البقرة في قوله كان الناس أمة واحدة * (ولولا كلمة سبقت) * يعني القضاء * (ويقولون لولا أنزل عليه آية) * كانوا يطلبون آية من الآيات التي اقترحوها ولقد نزل عليه آيات عظام فما اعتدوا بها لعنادهم وشدة ضلالهم * (قل إنما الغيب لله) * إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل لا يطلع على ذلك أحد * (فانتظروا) * أي انتظروا نزول ما اقترحتموه * (إني معكم من المنتظرين) * أي منتظر لعقابكم على كفركم * (وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء) * هذه الآية في الكفار وتضمنت النهي لمن كان كذلك من غيرهم والمكر هنا الطعن في آيات الله وترك شكره ومكر الله الموصوف بالسرعة هو عقابه لهم سماه مكرا مشاكلة لفعلهم وتسمية للعقوبة باسم الذنب * (وجرين بهم) * الضمير المؤنث في جرين للفلك والضمير في بهم للناس وفيه الخروج من الخطاب إلى الغيبة وهو يسمى الالتفات وجواب إذا كنتم قوله جاءتها ريح عاصف وقوله دعوا الله قال الزمخشري هو بدل من ظنوا ومعناه دعوا الله وحده وكفروا بمن دونه * (متاع الحياة الدنيا) * رفع على أنه خبر ابتداء مضمر تقديره وذلك
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»