التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٧
العاصي والمنافق ويسافر المطيع * (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله) * الآية لا يستأذنك في التخلف عن الغزو لغير عذر من يؤمن بالله واليوم الآخر * (وارتابت قلوبهم) * أي شكت ونزلت الآية في عبد الله بن أبي بن سلول والجد بن قيس * (ولو أرادوا الخروج) * الآية أي لو كانت لهم نية في الغزو والاستعداد له قبل أوانه * (انبعاثهم) * أي خروجهم * (فثبطهم) * أي كسر عزمهم وجعل في قلوبهم الكسل * (وقيل اقعدوا) * يحتمل أن يكون القائل لهم اقعدوا هو الله تعالى وذلك عبارة عن قضائه عليهم بالقعود ويحتمل أن يكون ذلك من قول بعضهم لبعض * (مع القاعدين) * أي مع النساء والصبيان وأهل الأعذار وفي ذلك ذم لهم لاختلاطهم في القعود مع هؤلاء * (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) * أي شرا وفسادا * (ولأوضعوا) * أي أسرعوا السير والإيضاع سرعة السير والمعنى أنهم يسرعون للفساد والنميمة * (خلالكم) * أي بينكم * (يبغونكم الفتنة) * أي يحاولون أن يفتنوكم * (سماعون لهم) * وقيل يسمعون أخبارهم وينقلونها إليهم * (لقد ابتغوا الفتنة من قبل) * أي طلبوا الفساد وروي أنها نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه من المنافقين * (وقلبوا لك الأمور) * أي دبروها من كل وجه فأبطل الله سعيهم * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) * لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك قال الجد بن قيس وكان من المنافقين ائذن لي في القعود ولا تفتني برؤية بني الأصفر فإني لا أصبر عن النساء * (ألا في الفتنة سقطوا) * أي وقعوا في الفتنة التي فروا منها * (إن تصبك حسنة تسؤهم) * الحسنة هنا النصر والغنيمة وشبه ذلك * (يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل) * أي قد حذرنا وتأهبنا من قبل * (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) * أي ما قدر وقضى وهذا رد على المنافقين * (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين) * أي هل تنظرون بنا إلا إحدى أمرين إما الظفر والنصر وإما الموت في سبيل الله وكل واحد من الخصلتين حسن * (بعذاب من عنده) * المصائب وما ينزل من السماء أو عذاب الآخرة * (أو بأيدينا) * يعني القتل * (فتربصوا) * تهديد * (قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم) * تضمن الأمر هنا معنى الشرط
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»