فحزب الأحزاب من المشركين فلما فتحت مكة خرج إلى الطائف فلما اسلم أهل الطائف خرج إلى الشام ليستنصر بقيصر فهلك هناك وكان أهل مسجد الضرار يقولون إذا قدم أبو عامر المدينة يصلي في هذا المسجد والإشارة بقوله من قبل إلى ما فعل معه الأحزاب * (وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى) * أي الخصلة الحسنى وهي الصلاة وذكر الله فأكذبهم الله في ذلك * (لا تقم فيه أبدا) * نهي عن إتيانه والصلاة فيه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمر بطريقه * (لمسجد أسس على التقوى) * قيل هو مسجد قباء وقيل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقد روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) * كانوا يستنجون بالماء ونزلت في الأنصار على قول من قال إن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد المدينة ونزلت في بني عمرو بن عوف خاصة على قول من قال إن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار " الآية استفهام بمعنى التقرير والذي أسس على التقوى والرضوان مسجد المدينة أو مسجد قباء والذي أسس على شفا جرف هار هو مسجد الضرار وتأسيس البناء على التقوى والرضوان هو بحسن النية فيه وقصد وجه الله وإظهار شرعه والتأسيس على شفار جرف هار هو بفساد النية وقصد الرياء والتفريق بين المؤمنين فذلك على وجه الاستعارة والتشبيه البديع ومعنى شفا جرف طرفه ومعنى هار ساقط أو واهي بحيث أشفى على السقوط واصل هار هائر فهو من المقلوب لأن لامه جعلت في موضع العين * (فانهار به في نار جهنم) * أي طاح في جهنم وهذا ترشيح للمجاز فإنه لما شبه بالجرف وصف بالانهيار الذي هو من شأن الجرف وقيل إن ذلك حقيقة وأنه سقط في نار جهنم وخرج الدخان من موضعه والصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بهدمه فهدم * (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم) * أي لا يزال في قلوب أهل مسجد الضرار ريبة من بنيانه أي شك في الإسلام بسبب بنيانه لاعتقادهم صواب فعلهم أو غيظ بسبب هدمه * (إلا أن تقطع قلوبهم) * أي إلا أن يموتوا * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * قيل إنها نزلت في بيعة العقبة وحكمها عام في كل مؤمن مجاهد في سبيل الله إلى يوم القيامة قال بعضهم ما أكرم الله فإن أنفسنا هو خلقها وأموالنا هو رزقها ثم وهبها لنا ثم اشتراها منا بهذا الثمن الغالي فإنها لصفقة رابحة * (يقاتلون في سبيل الله) * جملة في موضع الحال بيان للشراء * (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به) * قال بعضهم ناهيك عن بيع البائع فيه
(٨٥)