الجلاس وحسن حاله * (ومنهم من عاهد الله) * الآية نزلت في ثعلبة بن حاطب وذلك أنه قال يا رسول الله ادع الله أن يكثر مالي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فأعاد عليه حتى دعا له فكثر ماله فتشاغل به حتى ترك الصلوات ثم امتنع من أداء الزكاة فنزلت فيه الآية فجاء بزكاته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه ولم يأخذها منه وقال إن الله أمرني أن لا آخذ زكاتك ثم لم يأخذها منه أبو بكر ولا عمر ولا عثمان * (بخلوا به) * إشارة إلى منعه الزكاة * (فأعقبهم نفاقا) * عقوبة على العصيان بما هو أشد منه * (إلى يوم يلقونه) * حكم بوفاته على النفاق * (الذين يلمزون المطوعين) * نزلت في المنافقين حين تصدق عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقالوا ما هذا إلا رياء وأصل المطوعين المتطوعين والمراد به هنا من تصدق بكثير * (والذين لا يجدون إلا جهدهم) * هم الذين لا يقدرون إلا على القليل فيتصدقون به نزلت في أبي عقيل تصدق بصاع من تمر فقال المنافقون إن الله غني عن صدقة هذا * (فيسخرون منهم) * أي يستخفون بهم * (سخر الله منهم) * تسمية للعقوبة باسم الذنب * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) * يحتمل معنيين أحدهما أن يكون لفظه أمر ومعناه الشرط ومعناه إن استغفرت لهم أو لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) كما جاء في سورة المنافقين والآخر أن يكون تخيير كأنه قال إن شئت فاستغفر لهم وإن شئت فلا تستغفر لهم ثم أعلمه الله أنه لا يغفر لهم وهذا أرجح لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خيرني فاخترت وذلك حين قال عمر أتصلي على عبد الله بن أبي وقد نهاك الله عن الصلاة عليه * (سبعين مرة) * ذكرها على وجه التمثيل للعدد الكثير * (فرح المخلفون) * أي الذين خلفهم الله عن بدر وأقعدهم عنه وفي هذا تحقير وذم لهم ولذلك لم يقل المتخلفون * (بمقعدهم) * أي بقعودهم * (خلاف رسول الله) * أي بعده حين خرج إلى تبوك فخلاف على هذا ظرف وقيل هو مصدر من خلف فهو على هذا مفعول من أجله * (وقالوا لا تنفروا في الحر) * قائل هذه المقالة رجل من بني سلمة ممن صعب عليه السفر إلى تبوك في الحر * (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا) * أمر بمعنى الخبر فضحكهم القليل في الدنيا مدة بقائهم فيها وبكاؤهم الكثير في الآخرة وقيل هو بمعنى الأمر أي يجب أن يكونوا يضحكون قليلا ويبكون كثيرا
(٨١)