التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٨
فاحتاج إلى جواب والمعنى لن يتقبل منكم سواء أنفقتم طوعا أو كرها والطوع والكره عموم في الإنفاق أي لن يتقبل على كل حال * (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا) * تعليل لعدم قبول نفقاتهم بكفرهم ويحتمل أن يكون إنهم كفروا فاعل ما منعهم أو في موضع مفعول من أجله والفاعل الله * (إنما يريد الله ليعذبهم بها) * قيل العذاب في الدنيا بالمصائب وقيل ما ألزموا من أداء الزكاة * (وتزهق أنفسهم وهم كافرون) * إخبار بأنهم يموتون على الكفر * (ويحلفون بالله إنهم لمنكم) * أي من المؤمنين * (يفرقون) * يخافون * (لو يجدون ملجأ) * أي ما يلجأ إليه من المواضع * (أو مغارات) * هي الغيران في الجبال * (أو مدخلا) * وزنه مفتعل من الدخول ومعناه نفق أو سرب في الأرض * (يجمحون) * أي يسارعون * (ومنهم من يلمزك في الصدقات) * أي يعيبك على قسمتها والآية في المنافقين كالتي قبلها وبعدها وقيل في ذي الخويصرة الذي قال اعدل يا محمد فإنك لم تعدل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلك إن لم أعدل فمن يعدل الحديث * (ولو أنهم رضوا) * الآية ترغيب لهم فيما هو خير لهم وجواب لو محذوف تقديره لكان ذلك خيرا لهم * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) * الآية إنما هنا نقتضي حصر الصدقات وهي الزكاة في هذه الأصناف الثمانية فلا يجوز أن يعطى منها غيرهم ومذهب مالك أن تفريقها في هؤلاء الأصناف إلى اجتهاد الإمام فله أن يجعلها في بعض دون بعض ومذهب الشافعي أنه يجب أن تقسم على جميع هذه الأصناف بالسواء واختلف العلماء هل الفقير أشد حاجة من المسكين أو بالعكس فقيل هما سواء وقيل الفقير الذي يسأل الناس ويعلم حاله والمسكين ليس كذلك * (والعاملين عليها) * أي الذين يقبضونها ويفرقونها * (والمؤلفة قلوبهم) * كفار يعطون ترغيبا في الإسلام وقيل هم مسلمون يعطون ليتمكن إيمانهم واختلف هل بقي حكمهم أو سقط للاستغناء عنهم * (وفي الرقاب) * يعني العبيد يشترون ويعتقون * (والغارمين) * يعني من عليه دين ويشترط أن يكون استدان في غير فساد ولا سرف * (وفي سبيل الله) * يعني الجهاد فيعطى منها المجاهدون ويشترى منها آلات الحرب واختلف هل تصرف في بناء الأسوار وإنشاء الأساطيل * (وابن السبيل) * هو الغريب المحتاج * (فريضة) * أي
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»