التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٥
إلى أقوالهم كقولهم ساحر وشاعر وفيه أيضا إشارة إلى ضعف حيلتهم فيما أرادوا * (ليظهره على الدين) * الضمير للرسول صلى الله عليه وسلم أو للدين وإظهاره جعله أعلى الأديان وأقواها حتى يعم المشارق والمغارب وقيل ذلك عند نزول عيسى ابن مريم حتى لا يبقى إلا دين الإسلام * (ليأكلون أموال الناس بالباطل) * هو الرشا على الأحكام وغير ذلك * (والذين يكنزون الذهب والفضة) * ورد في الحديث أن كل من أديت زكاته فليس بكنز وما لم تؤد زكاته فهو كنز وقال أبو ذر وجماعة من الزهاد كلما فضل عن حاجة الإنسان فهو كنز * (ولا ينفقونها) * الضمير للأموال والكنوز التي يتضمنها المعنى وقيل هي الفضة واكتفى في ذلك عن الذهب إذ الحكم فيهما واحد * (يوم يحمى) * العامل في الظرف أليم أو محذوف * (عليها) * الضمير يعود على ما يعود عليه ضمير ينفقونها * (اثنا عشر شهرا) * هي الأشهر المعروفة أولها المحرم وآخرها ذو الحجة وكان الذي جعل المحرم أول شهر من العام عمر بن الخطاب رضي الله عنه * (في كتاب الله) * أي في اللوح المحفوظ وقيل في القرآن والأول أرجح لقوله يوم خلق السماوات والأرض * (منها أربعة حرم) * هي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم * (ذلك الدين القيم) * يعني أن تحريم الأشهر الحرم هو الدين المستقيم دين إبراهيم وإسماعيل وكانت العرب قد تمسكت به حتى غيره بعضهم * (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) * الضمير في قوله فيهن للأشهر الحرم تعظيما لأمرها وتغليظا للذنوب فيها وإن كان الظلم ممنوعا في غيرها وقيل الضمير للاثني عشر شهرا أو الزمان كله والأول أظهر * (وقاتلوا المشركين كافة) * أي قاتلوهم في الأشهر الحرم فهذا نسخ لتحريم القتال فيها وكافة حال من الفاعل أو المفعول " إنما النسيء " وهو تأخير حرمة الشهر إلى الشهر الآخر وذلك أن العرب كانوا أصحاب حروب وإغارات وكانت محرمة عليهم في الأشهر الحرم فيشق عليهم تركها فيجعلونها في شهر حرام ويحرمون شهرا آخر بدلا منه وربما أحلوا المحرم وحرموا صفر حتى تكمل في العام أربعة أشهر محرمة * (يحلونه عاما ويحرمونه عاما) * أي تارة يحلون وتارة يحرمون ولم يرد العام حقيقة * (ليواطئوا عدة ما حرم الله) * أي ليوافقوا عدد الأشهر الحرم وهي أربعة * (فيحلوا ما حرم الله) * يعني إحلالهم القتال في الأشهر الحرم " ما لكم إذا قيل لكم
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»