التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٧٥
هذا الذي كرمت علي) الكاف من أرأيتك للخطاب لا موضع لها من الإعراب وهذا مفعول بأرأيت والمعنى أخبرني عن هذا الذي كرمته علي أي فضلته وأنا خير منه فاختصر الكلام بحذف ذلك وقال ابن عطية أرأيتك هذا بمعنى أتأملت ونحوه لا بمعنى أخبرني * (لأحتنكن ذريته) * معناه لأستولين عليهم ولأقودنهم وهو مأخوذ من تحنيك الدابة وهو أن يشد على حنكها بحبل فتنقاد * (قال اذهب) * قال ابن عطية اذهب وما بعده من الأوامر صيغة أمر على وجه التهديد وقال الزمخشري ليس المراد الذهاب الذي هو ضد المجيء إنما معناه امض لشأنك الذي اخترته خذلانا له وتخلية ويحتمل عندي أن يكون معناه للطرد والإبعاد * (فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم) * كان الأصل أن يقال جزاؤهم بضمير الغيبة ليرجع إلى من اتبعك ولكنه ذكره بلفظ المخاطب تغليبا للمخاطب على الغائب وليدخل إبليس معهم * (جزاء موفورا) * مصدر في موضع الحال والموفور المكمل * (واستفزز) * أي اخدع واستخف * (بصوتك) * قيل يعني الغناء والمزامير وقيل الدعاء إلى المعاصي * (وأجلب عليهم) * أي هول وهو من الجلبة وهي الصياح * (بخيلك ورجلك) * الخيل هنا يراد بها الفرسان الراكبون على الخيل والرجل جمع راجل وهو الذي يمشي على رجليه فقيل هو مجاز واستعارة بمعنى افعل جهدك وقيل إن له من الشيطان خيلا ورجلا وقيل المراد فرسان الناس ورجالتهم المتصرفون في الشر * (وشاركهم في الأموال والأولاد) * مشاركته في الأموال بكسبها من الربا وإنفاقها في المعاصي وغير ذلك ومشاركته في الأولاد هي بالاستيلاد بالزنا وتسمية الولد عبد شمس وعبد الحارث وشبه ذلك " وعدهم " يعني المواعدة الكاذبة من شفاعة الأصنام وشبه ذلك * (إن عبادي) * يعني المؤمنين الذين يتوكلون على الله بدليل قوله بعد ذلك * (وكفى بربك وكيلا) * ونحوه إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * (يزجي لكم الفلك) * أي يجريها ويسيرها والفلك هنا جمع وابتغاء الفضل في التجارة وغيرها * (الضر في البحر) * يعني خوف الغرق * (ضل من تدعون إلا إياه) * ضل هنا بمعنى تلف وفقد أي تلف عن أوهامكم وخواطركم كل من تدعونه إلا الله وحده فلجأتم إليه حينئذ دون غيره فكيف تعبدون غيره وأنتم لا تجدون في تلك الشدة إلا إياه * (وكان الإنسان كفورا) *
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»