التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٧٢
لسيئة أو بدل منها أو خبر ثان لكان * (أفأصفاكم ربكم بالبنين) * خطاب على وجه التوبيخ للعرب الذين قالوا إن الملائكة بنات الله والمعنى كيف يجعل لكم الأعلى من النسل وهو الذكور ويتخذ لنفسه الأدنى وهو البنات ومعنى أصفاكم خصكم * (قولا عظيما) * أي عظيم النكر والشناعة * (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا) * هذا احتجاج على الوحدانية وفي معناه قولان أحدهما أن المعنى لو كان مع الله آلهة لابتغوا سبيلا إلى التقرب إليه بعبادته وطاعته فيكون من جملة عباده والآخر لابتغوا سبيلا إلى إفساد ملكه ومعاندته في قدرته ومعلوم أن ذلك لم يكن فلا إله إلا هو * (تسبح له السماوات السبع والأرض) * الآية اختلف في كيفية هذا التسبيح فقيل هو تسبيح بلسان الحال أي بما تدل عليه صنعتها من قدرة وحكمة وقيل إنه تسبيح حقيقة وهذا أرجح لقوله لا تفقهون تسبيحهم * (جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) * في معناه قولان أحدهما أن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستره من الكفار إذا أرادوا به شرا ويحجبه منهم والآخر أنه يحجب الكفار عن فهم القرآن وهذا أرجح لما بعده والمستور هنا قيل معناه مستور عن أعين الخلق لأنه من لطف الله وكفايته فهو من المغيبات وقيل معناه ساتر * (أكنة أن يفقهوه) * جمع كنان وهو الغطاء وأن يفقهوه مفعول من أجله تقديره كراهة أن يفقهوه وهذه استعارات في إضلالهم * (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده) * معناه إذا ذكرت في القرآن وحدانية الله تعالى فر المشركون من ذلك لما فيه من رفض آلهتهم وذمها ونفورا مصدر في موضع الحال * (نحن أعلم بما يستمعون به) * كانوا يستمعون القرآن على وجه الاستهزاء والضمير في به عائد على ما أي نعلم ما يستمعون به من الاستهزاء * (وإذ هم نجوى) * جماعة يتناجون أو ذو نجوى والنجوى كلام السر * (رجلا مسحورا) * قيل معناه جن فسحر وقيل معناه ساحر وقيل هو من السحر بفتح السين وهي الرئة أي بشر إذا سحر مثلكم وهذا بعيد * (انظر كيف ضربوا لك الأمثال) * أي مثلوك بالساحر والشاعر والمجنون * (فضلوا) * عن الحق * (فلا يستطيعون سبيلا) * إلى الهدى ونزلت الآية في الوليد بن المغيرة وأصحابه من الكفار * (وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا) * الآية معناها إنكار للبعث واستبعادهم
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»