التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٧١
قوله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل نفس أخرى وتتصل بهذه الأشياء أشياء أخر لأنها في معناها كالحرابة وترك الصلاة ومنع الزكاة * (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) * المظلوم هنا من قتل بغير حق والولي هو ولي المقتول وسائر العصبة وليس النساء من الأولياء عند مالك والسلطان الذي جعل الله له هو القصاص أو تخييره بين العفو والقصاص * (فلا يسرف في القتل) * نهى عن أن يسرف ولي المقتول بأن يقتل غير قاتل وليه أو يقتل اثنين بواحد وغير ذلك من وجوه التعدي وقرئ فلا تسرف بالتاء خطابا للقاتل أو لولي المقتول * (إنه كان منصورا) * الضمير للمقتول أو لوليه ونصره هو القصاص * (ولا تقربوا مال اليتيم) * ذكر في الأنعام قال بعضهم لا تقربوا ولا تقتلوا معطوفان على ألا تعبدوا والظاهر أنهما مجزومان بالنهي بدليل قوله بعدها ولا تقف ولا تمش وبصح أن تكون معطوفات إذا جعلنا ألا تعبدوا مجزوما على النهي وأن مفسرة * (وأوفوا بالعهد) * عام في العهود مع الله ومع الناس " إن العهد كان مسؤولا " يحتمل وجهين أحدهما أن يكون في معنى الطلب أي يطلب الوفاء به والثاني أن يكون المعنى يسأل عنه يوم القيامة هل وفى به أم لا * (وزنوا بالقسطاس) * قيل القسطاس الميزان وقيل العدل وقرئ بكسر القاف وهي لغة * (وأحسن تأويلا) * أي أحسن عاقبة ومآلا وهو من آل إذا رجع " ولا تقف ما ليس به علم " المعنى لا تقل ما لا تعلم من ذم الناس وشبه ذلك واللفظ مشتق من قفوته إذا اتبعته " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " أولئك إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد وإنما عاملها معاملة العقلاء في الإشارة بأولئك لأنها حواس لها إدراك والضمير في عنه يعود على كل ويتعلق عنه بمسئولا والمعنى أن الإنسان يسأل عن سمعه وبصره وفؤاده وقيل الضمير يعود على ما ليس لك به علم والمعنى على هذا أن السمع والبصر والفؤاد هي التي تسأل عما ليس لها به علم وهذا بعيد * (ولا تمش في الأرض مرحا) * المرح الخيلاء والكبر في المشية وقيل هو إفراط السرور بالدنيا وإعرابه مصدر في موضع الحال * (إنك لن تخرق الأرض) * أي لن تجعل فيها خرقا بمشيك عليها والخرق هو القطع وقيل معناه لا تقدر أن تستوفي جميعها بالمشي والمراد بذلك تعليل النهي عن الكبر والخيلاء أي إذا كنت أيها الإنسان لا تقدر على خرق الأرض ولا على مطاولة الجبال فكيف تتكبر وتختال في مشيك وإنما الواجب عليك التواضع * (كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) * الإشارة إلى ما تقدم من المنهيات والمكروه هنا بمعنى الحرام لا على اصطلاح الفقهاء في أن المكروه دون الحرام وإعراب مكروها نعت
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»