التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
لا مفعول له لأن معناه بخلتم من قولهم للبخيل ممسك ومعنى الآية وصف الإنسان بالشح وخوف الفقر بخلاف وصف الله تعالى بالجود والغنى * (تسع آيات) * بينات الخمس منها الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والأربع انقلاب العصا حية وإخراج يده بيضاء وحل العقدة من لسانه وفلق البحر وقد عد فيها رفع الطور فوقه وانفجار الماء من الحجر على أن يسقط اثنان من الأخر وقد عد فيها أيضا السنون والنقص من الثمرات روى أن بعض اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تمشي ببريء إلى السلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا المحصنات ولا تفروا يوم الزحف وعليكم خاصة اليهود ألا تعدوا في السبت " فاسئل بني إسرائيل " أي اسأل المعاصرين لك من بني إسرائيل عما ذكرنا من قصة موسى لتزداد يقينا والآية على هذا خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم وقال الزمخشري إن المعنى قلنا لموسى اسأل بني إسرائيل من فرعون أي اطلب منه أن يرسلهم معك فهو كقوله أن أرسل معنا بني إسرائيل فلا يرد قوله اسأل لموسى على إضمار القول وقال أيضا يحتمل أن يكون المعنى اسأل بني إسرائيل أن يعضدوك ويكونوا معك وهذا أيضا على أن يكون الخطاب لموسى والأول أظهر * (إذ جاءهم) * الضمير لبني إسرائيل والمراد آباؤهم الأقدمون والعامل في إذ على القول الأول آتينا موسى أو فعل مضمر والعامل فيه على قول الزمخشري القول المحذوف * (مسحورا) * هنا وفي الفرقان أي سحرت واختلط عقلك وقيل ساحر * (لقد علمت) * بفتح التاء خطاب لفرعون والمعنى أنه علم أن الله أنزل الآيات ولكنه كفر بها عنادا كقوله وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم والإشارة بهؤلاء إلى الآيات مبثورا أي مهلوكا وقيل مغلوبا وقيل مصروفا عن الخير قابل موسى قول فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا بقوله وإني لأظنك يا فرعون مثبورا * (فأراد أن يستفزهم من الأرض) * أي أرض مصر * (اسكنوا الأرض) * يعني أرض الشام * (لفيفا) * أي جميعا مختلطين * (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) * الضمير للقرآن وبالحق معناه في الموضعين بالواجب من المصلحة والسداد وقيل معنى الأول كذلك ومعنى الثاني ضد الباطل أي بالحق في إخباره وأوامره ونواهيه * (وقرآنا فرقناه) * انتصب بفعل مضمر يدل عليه فرقناه ومعناه بيناه وأوضحناه * (على مكث) * قيل معناه على تمهل وترتيل في قراءته وقيل على طول مدة نزوله شيئا شيئا من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى وفاته وذلك عشرون سنة وقيل ثلاث وعشرون * (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا) * أمر باحتقارهم وعدم الاكتراث بهم كأنه يقول سواء آمنتم أو لم تؤمنوا لكونكم لستم بحجة وإنما الحجة أهلم بالعلم من قبله وهم المؤمنون من أهل الكتاب " إن الذين
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»