تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٨
أو نهار * (آمنين) * لا يختلف الامن فيها باختلاف الأوقات أو سيروا آمنين وان طالت مدة سفركم فيها أو سيروا فيها ليالي اعماركم وايامها لا تلقون فيها إلا الامن * (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) * اشروا النعمة وملوا العافية كبني إسرائيل فسألوا الله أن يجعل بينهم وبين الشام مفاوز ليتطاولوا فيها على الفقراء بركوب الرواحل وتزود الأزواد فأجابهم الله بتخريب القرى المتوسطة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وهشام * (بعد) * ويعقوب * (ربنا باعد) * بلفظ الخبر على أنه شكوى منهم لبعد سفرهم افراطا في الترفه وعدم الاعتداد بما أنعم الله عليهم فيه ومثله قراءة من قرأ (ربنا بعد) أو * (بعد) * على النداء واسناد الفعل إلى * (بين) * * (وظلموا أنفسهم) * حيث بطروا النعمة ولم يعتدوا بها * (فجعلناهم أحاديث) * يتحدث الناس بهم تعجبا وضرب مثل فيقولون تفرقوا أيدي سبأ * (ومزقناهم كل ممزق) * ففرقناهم غاية التفريق حتى لحق غسان منهم بالشأم وانمار بيثرب وجذام بتهامة والأزد بعمان * (إن في ذلك) * فيما ذكر * (لآيات لكل صبار) * عن المعاصي * (شكور) * على النعم * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) * أي صدق في ظنه أو صدق بظن ظنه مثل فعلته جهدك ويجوز أن يعدى الفعل إليه بنفسه كما في * (صدق عليهم) * لأنه نوع من القول وشدده الكوفيون بمعنى حق ظنه أو وجده صادقا وقرئ بنصب * (إبليس) * ورفع الظن مع التشديد بمعنى وجد ظنه صادقا والتخفيف بمعنى قال له ظنه الصدق حين خيله اغواءهم وبرفعهما والتخفيف على الأبدان وذلك أما ظنه بسبأ حين رأى انهماكهم في الشهوات أو ببني آدم حين رأى أباهم النبي ضعيف العزم أو ما ركب فيهم من الشهوة والغضب أو سمع من الملائكة قولهم * (أتجعل فيها من يفسد فيها) * فقال * (ولأضلنهم) * * (ولأغوينهم) * * (فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) * إلا فريقا هم المؤمنون لم يبتعوه
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»